في إحدى القرى الجبلية البعيدة، كان السكان يتجنبون النظر إلى جبل غامض يظهر تحت ضوء القمر المكتمل فقط، يُدعى جبل الظلال، و وفقًا للأسطورة، يُقال إن الجبل هو مدخل إلى عالم آخر مليء بالأسرار و القوى الخارقة، لكن لا أحد يعود حيًا ممن يحاول تسلقه، و كان الشجعان يخافون الإقتراب منه، بينما المغامرون يُلقبون بالمجانين.
في البداية و مثل كل قصة أسطورية تجد العديد من الروايات المختلفة لكن في تلك القرية، وُلد شاب يُدعى فارس، معروف بشجاعته و روحه المغامرة، ظل يسمع قصة الجبل مرارًا منذ صغره، لكن عقله كان يرفض فكرة الخوف من مجرد جبل، و في إحدى الليالي، و بينما كان يجلس مع أصدقائه، قال:
إذا كان جبل الظلال حقيقيًا، فلماذا لا نحاول ٱكتشاف سره؟ ربما نكون أول من يعود منه.
على الرغم من محاولات أصدقائه لثنيه عن فكرته، قرر فارس الذهاب وحده.
خلال رحلته إلى القمة و تحت ضوء القمر المكتمل، إنطلق فارس نحو الجبل، حيث بدا و كأن الطريق إلى الجبل حيٌّ يتحرك، الصخور تتغير أماكنها، و الرياح تعصف و كأنها تُحذّره، لكن عندما وصل إلى سفح الجبل، وجد بوابة عملاقة منحوتة في الصخر عليها نقوش غامضة، و عند لمسه لها، فتحت البوابة ليظهر ممر مظلم و بارد.
داخل الجبل، واجه فارس سلسلة من التحديات و هي تلك الإختبارات الغامضة التي لا مفر منها خلال رحلته الفريدة، و كانت هناك قاعة مليئة بالظلال تتحرك كأنها كائنات حية، و كان على فارس أن يتغلب على خوفه، لأن كل ظل كان يعكس ذكرى مؤلمة من ماضيه.
و في الإختبار الثاني كان هناك لغز مكتوب بلغة قديمة، و عندما حاول حله، بدأ الجبل يهتز و كأنه يرفض الإجابة الخاطئة.
أما في الإختبار الثالث و الأخير كانت مواجهة مع حارس الجبل، و هو كائن غامض نصفه بشري و نصفه مخلوق مظلم، أخبره الحارس: القوة ليست لمن يتسلق، بل لمن يفهم معنى الظلال.
عند وصوله إلى القمة، وجد فارس منصة ضخمة تطل على مشهد غريب، بدلاً من السماء، كان هناك بحر من الظلال يلمع و كأنه مصنوع من النجوم، و وسط المنصة كان هناك حجر يشع ضوءًا أزرق، عندما لمسه شعر برعشة تسري في جسده، ثم سمع صوتًا داخليًا يقول: الظلال ليست عدوك، بل هي جزء من نورك، من يفهم الظلام، يفهم النور.
خرايفة لباس بيها
ردحذف