بعد ٱجتياز زغبوري التحديات الثلاثة بشجاعة و ذكاء ملفت، فتح له ميرانو، حارس وادي العجائب الطريق نحو قلب الوادي، تقدم زغبوري وسط الطبيعة الساحرة، حيث الألوان الزاهية، و الأصوات العذبة التي تغمر الروح بالسعادة.
هناك، وسط الوادي، وقفت شجرة المعرفة، عملاقة بأوراقها المتلألئة التي تغير ألوانها كما لو كانت سمفونية حية، و عند ٱقترابه منها، بدأت الشجرة تتحرك، و أغصانها تلتف حوله في حضن دافئ ينبض بالحياة.
فجأة، شعر زغبوري بدفء يشع في قلبه، و رأى ومضات من لغات الطبيعة، منها أصوات الرياح، همسات الماء، ألحان الطيور، و حتى حكايات الأرض.
في تلك اللحظة، بدأت الشجرة تتحدث إليه بلغة لم يسمعها من قبل لكنها بدت مألوفة، قالت: "لقد أثبت شجاعتك و حكمتك يا زغبوري، لذا سأهبك هدية عظيمة، أنت الآن قادر على فهم كل أصوات الطبيعة و كشف أسرارها، و بأنك ستكون عرّاب الوادي و حاميه."
بمجرد أن لمعت أوراق الشجرة مرة أخيرة، إختفى ضوءها الساطع، و عاد الوادي إلى هدوئه، لكن زغبوري لم يكن كالسابق، حيث أصبح رمزًا للوادي، حاملاً أسراره، و مرشدًا لكل من يدخل أرض العجائب.