في أحد الأيام، كان زغبوري يتنزه في الغابة الكبيرة التي تمتد حول قريته و فجأةً، عثر على خريطة قديمة مرسومة على ورقة بالية كانت مخبأة تحت حجر كبير، نظر زغبوري إلى الخريطة و وجد أنها تشير إلى مكان بعيد يُدعى وادي العجائب، و كان من المعروف أن هذا الوادي مليء بالعجائب و الغرائب، لكنه أيضاً يحمل أسراراً غامضة لم يجرؤ أحد على ٱكتشافها من قبل.
تحمّس زغبوري لفكرة المغامرة، فقرر الذهاب بمفرده إلى وادي العجائب، حيث بدأ رحلته محمّلاً بحقيبة صغيرة فيها بوصلة، و بعض الطعام، و حجر صغير يُعتقد أن لديه قدرات خاصة، ورثه عن جده.
عند وصوله إلى الوادي، لاحظ زغبوري أن الألوان في هذا المكان تختلف عن أي شيء رآه من قبل، فالنباتات تضيء بألوان زاهية حتى في الظلام، و الطيور تُصدر أصواتاً موسيقية غريبة كأنها آلات تعزف معاً. وبينما كان يمشي ببطء، سمع زغبوري صوتاً يناديه، وعندما التفت، وجد أمامه كائناً يُدعى ميرانو، و هو مخلوق حكيم بعينين كبيرتين و لحية من أوراق الشجر.
قال ميرانو لزغبوري: "أنت الزائر الأول الذي يصل إلى هذا الوادي منذ قرون! إذا كنت تريد الإستمرار، عليك أن تُثبت نفسك في تحديات الوادي الثلاثة."
تحديات الوادي
أول تحدٍ واجهه زغبوري كان تحدي المرآة العاكسة، حيث كان عليه أن ينظر في مرآة سحرية تعكس مخاوفه، و نجح في التغلب عليها بشجاعة، و كان التحدي الثاني تحدي الألحان المفقودة، حيث طلب منه ميرانو أن يعزف لحنًا خاصاً بإستخدام أغصان متداخلة تحولت إلى أدوات موسيقية، فٱستمع زغبوري لصوت الطبيعة و تبع إحساسه ليعزف لحناً أدهش الجميع، أما فيما يخص التحدي الأخير فكان تحدي الحكمة، حيث سأل ميرانو سؤالاً غامضاً عن معنى الشجاعة، فأجاب زغبوري ببساطة: "الشجاعة ليست في مواجهة الخوف فقط، بل في التعلم من التجارب مهما كانت صعبة."
بعد ٱجتياز التحديات الثلاثة، سمح له ميرانو بالمرور إلى قلب وادي العجائب، و هناك وجد زغبوري شجرة عملاقة تُسمى شجرة المعرفة، إحتضنت الشجرة زغبوري بأغصانها و وهبته قدرة على فهم لغات الطبيعة و هكذا، أصبح زغبوري عرّاب الوادي و ناقل أسراره.
... يتبع.