في يومٍ من الأيام، و في قرية صغيرة يُطلق عليها قرية السحاويط، عاش كائن غريب الأطوار يُدعى زغبوري، زغبوري ليس كبقية أهل قريته فهو يُشبه البطاطا بقدمه الصغيرة المستديرة، و عيناه دائمتا الدهشة.
يتّصف بذكاء محدود و حس فكاهي يجعل الجميع يستمتع بوجوده، رغم كونه يُسبب الفوضى في كل مكان.
كان زغبوري مولعاً بالمغامرات رغم أنه بالكاد يستطيع النجاة في السوق المحلي، و في يوم من الأيام، بينما كان يبحث عن عسل السحاويط المميز، صادف حبة عنب سحرية ملقاة على جانب الطريق، تشع بوميض خافت، كونه فضولياً إلتقطها و قال بصوت عالٍ: ماذا لو أكلتها؟ قد تتحول حياتي إلى مغامرة عظيمة !!.
و بدون تردد، قضمت أسنانه حبة العنب، و فجأةً بدأت الأرض تهتز من تحته، سقط في حفرة عملاقة ظهرت من العدم.
سقط زغبوري سقوطاً طويلاً، لكنه فجأة وجد نفسه في عالم جديد و مجنون، حيث القوانين لا تتبع المنطق، و الحيوانات تتحدث، و السحب لها شخصيات، و الأشجار تسير على أقدامها.
بينما كان زغبوري يحاول فهم هذا العالم الغريب، صادف أرنباً عملاقاً يرتدي نظارة و يمسك بجريدة، قال الأرنب بنبرة جادة: أهلاً، أنت لست من هنا، أليس كذلك؟!.
إرتبك زغبوري و قال بمرح: نعم، لقد قضمت حبة عنب و فجأة وجدت نفسي هنا، أعتقد أنني في مغامرة سحرية!
إبتسم الأرنب و قال: حسناً، بما أنك هنا، ستحتاج إلى خريطة لهذه الأرض، لكنها ليست مجانية، فهنا كل شيء يُشترى عبر النكات! أعطني أفضل نكتة لديك!.
نظر زغبوري بجدية و قال: لماذا العصفور يطير؟! ثم أجاب، لأنه لو مشى سيتأخر!
ضحك الأرنب بشدة حتى تدحرج على الأرض، ثم ناول زغبوري خريطة العالم و قال: برافو! أنت تستحق خريطة العجائب.
***************
نهاية الجزء الأول.
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
الجزء القادم
يبدأ زغبوري رحلته في ٱكتشاف مدينة الضحك وغابة الألوان المتغيرة، حيث يتعرف على شخصيات طريفة أخرى، مثل الساحر نُعمان الذي لا تنجح تعويذاته، و الحارس ذو الأسنان الثلاث الذي يظن نفسه أقوى كائن في العالم.