قصة الدستور الذي يمنع المقاومة... خروف تحدّى الجزّار !!

 بعد أن إنتهى الجزار من سنّ سكّينه و تجهيز كلاليبه دخل إلى وسط الزريبة، عندها أدركت الخرفان بحسّها الفطري أن الموت قادم لا محالة، و وقع الإختيار على أحد الخراف، و أمسك الجزار بقرنيه يسحبه إلى خارج الزريبة و لكن ذلك الكبش كان فتيا و ذا بنية قوية فتجاهل الوصية رقم واحد من دستور القطيع، و هي بالمناسبة الوصية الوحيدة في ذلك الدستور و التي تقول: حينما يقع عليك إختيار الجزّار فلا تقاوم فهذا لن ينفعك، بل سيغضب منك الجزار و يُعرِّض حياتك و حياة أفراد القطيع للخطر.

قصة الدستور الذي يمنع المقاومة... خروف تحدّى الجزّار !!

قال هذا الكبش في نفسه: هذه وصية باطلة و دستور غبي، فإذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف، فلا أعتقد أنها ستضرني و ٱنتفض ذلك الكبش و فاجأ الجزار و ٱستطاع أن يهرب من بين يديه ليدخل في وسط القطيع، فنجح في الإفلات من الموت الذي كان ينتظره و لم يكترث الجزار بما حدث كثيرا فالزريبة مكتظة بالخراف فأمسك الجزار بخروف آخر و جره من رجليه و خرج به من الزريبة، و كان الخروف الأخير مسالما مستسلماً و لم يبد أية مقاومة إلا صوتا خافتا يودع فيه بقية القطيع.

و هكذا بقيت الخراف في الزريبة تنتظر الموت واحداً بعد الآخر، بينما كان الكبش الشاب يفكر في طريقة للخروج من زريبة الموت و إخراج بقية القطيع معه، و كانت الخراف تنظر إلى الخروف الشاب و هو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته و تهوره، و لم يكن ذلك الحاجز الخشبي قوياً فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب، و نجح الكبش بكسر الحاجز و نادى الرفاق ليهربوا و لكنهم كانوا جميعاً يشتمونه و يلعنونه و يرتعدون خوفاً من أن يكتشف الجزار ما حدث.

و ٱجتمعوا، و تحدث أفراد القطيع مع بعضهم في شأن ما ٱقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة و النجاة بأنفسهم من سكين الجزار.. و جاء القرار النهائي بالإجماع مخيباً و ليس مفاجئاً للكبش الشجاع، و في صباح اليوم التالي جاء الجزار إلى الزريبة ليكمل عمله، فكانت المفاجأة أن سياج الزريبة مكسورا و لكن القطيع موجود داخل الزريبة و لم يهرب منه أحد، ثم كانت المفاجأة الثانية حينما رأى في وسط الزريبة خروفاً ميتاً.. و كان جسده مثخناً بالجراح و كأنه تعرض للنطح!!

نظرت الخراف بالإعتزاز و الفخر بما فعلته مع ذلك الخروف (الإ......) الذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع و يعرض حياتهم للخطر و كانت سعادة الجزار أكبر من أن توصف.. حتى إنه صار يحدث القطيع بكلمات الإعجاب و الثناء:

أيها القطيع... كم أفتخر بكم و كم يزيد ٱحترامي لكم في كل مرة أتعامل معكم... أيتها الخراف الجميلة... لدي خبر سعيد سيسركم جميعاً... و ذلك تقديرا مني لتعاونكم منقطع النظير... أنا و بداية من هذا الصباح لن أُقْدِم على سحب أي واحد منكم إلى المذبح بالقوة كما كنت أفعل من قبل... فقد ٱكتشفتُ أنني كنت قاسياً عليكم، و أن ذلك يجرح كرامتكم... جل ما عليكم فعله يا خرافي الأعزاء أن تنظروا إلى ذلك السكين المعلق على باب المذبح... فإذا لم تروه معلقا فهذا يعني أنّي في إنتظاركم داخل المذبح... فلتأتوا واحدا تلو الآخر... و ٱجتنبوا المزاحمة!!😁

و في الختام لا أنسى أن أشيد بدستوركم العظيم:

لا ... للمقاومة !

إرسال تعليق

للمزيد من المعلومات حول المُدوَّنة أو المواضيع المنشورة، أو أي إستفسار يرجى الإتصال بنا على مواقع التواصل الإجتماعي، أو عن طريق البريد الإلكتروني على العنوان التالي :

[email protected]

أحدث أقدم

متابعينا على بلوجر

تابعنا على بلوجر ليصلك جديدنا

 

نموذج الاتصال