لا يخفى على جميع مستخدمي الذكاء الإصطناعي حول العالم، بأنه واحد من أهم و أقوى الإختراعات و الإبتكارات المذهلة التي ظهرت في القرن الواحد و العشرين، و لا يزال تطوير هذه التقنية المرعبة قيد العمل الشاق و المضني للعاملين عليها، إذ تجد دائما من ينافس على جعل تقنيته هي الرائدة لدى المستخدم، لما تقدمه من سهولة في قضاء الأعمال اليومية المتعبة و التي تتطلب مجهودا كبيرا.
من منا لم يسمع بإطلاق أقوى برنامج للذكاء الإصطناعي من شركة OPENAI المعروف بـCHAT GPT في أواخر سنة 2022 الفارطة، الذي أحدث ضجة على نطاق واسع في العديد من الدول المتقدمة، خوفا على ما قد يترتب عليها من عواقب لهذه التقنية التي لا تصدق و قد يعتقد البعض منا بأنها لعبة إستخباراتية محضة، و قد تم حضرها من طرف الكثير من الدول التي تعتمد على التضييق الواسع على وسائل التواصل الإجتماعي و كذا التطبيقات التي لا تخدم مصالحها، و في المقابل سمعنا بالترويج الضخم التي أطلقته شركة محرك البحث BING بأنها ستطلق برنامجها الخاص الذي يتمحور حول الذكاء الإصطناعي الذي يعتقد بأنه سينافس CHAT GPT بشكل مباشر.
في الآونة الأخيرة من العام الجاري 2023 تم إطلاق هذه التقنية من محرك البحث Bing، و التي قيد التجريب من طرف المطورين، فقط تمكنت من تجريب هذه التقنية باللغتين الأجنبية و العربية، وقد توصلت إلى أنها غير مكتملة أو بالأحرى غير عملية خاصة باللغة العربية، عند إستعمالك لتقنية الذكاء الإصطناعي لمحرك البحث Bing باللغة الأجنبية ( الإنجليزية و الفرنسية ) لن تلاحظ الكثير من الأخطاء، بل لن تجد الأخطاء اللغوية على عكس اللغة العربية التي بدأت تستخدم هذه التقنية بشكل سريع و متزايد خاصة من طرف المدونين و الناشرين الذين يبحثون بشكل منتظم على تطوير مهاراتهم في الكتابة و النشر للمقالات المختلفة.
عندما تستخدم محرك Bing و تشرع بالعمل على الذكاء الإصطناعي لتوليد النصوص باللغة العربية تظهر أخطاء لغوية كثيرة جدا، و يقوم بكتابة أي شيء من الرموز و الأكواد الغير مفهومة على الإطلاق و تبدأ بالنفور من هذه التقنية التي لا تفيد من يتكلم العربية، عكس تقنية شركة OPEN AI للذكاء الإصطناعي CHAT GPT الذي فاجأنا صراحة بقوة و ضبط النصوص العربية نظرا لصعوبتها التي تخضع لقواعد و ضوابط كثيرة.
لقد مرت فترة على تجربتي لتقنية CHAT GPT للذكاء الإصطناعي و لم أجد صعوبة في توليد النصوص العربية المختلفة المواضيع، و على الرغم من صعوبة ربط الكلمات العربية لتوليد نص، ستجد بأنك تتحدث مع شخص يجيد اللغة بشكل رائع و يتقن ضوابط اللغة، بحيث لن تجد خلل واضح في مجمل النص بصفة عامة، بل و يتيح لك تعديل الكلمات التي تريد إعادة صياغتها في جملة أخرى، أو قد يعطيك فكرة جديدة لما تريد الكتابة عنه، بصراحة تامة وجدت تقنية شركة OPEN AI مرضية للغاية، و إذا كان يجب علي أن أنقط هذه التقنية فسأضع لها 09 نقاط من أصل 10 بدون تردد على الإطلاق.
خلاصة هذه المقارنة بين التقنيتين الذكيتين، أقر بأنني سأميل كل الميل لتقنية CHAT GPT للذكاء الإصطناعي منصفا بذلك جهود الشركة و كل من عمل على تطوير هكذا تقنية، و في نفس الوقت تجدني أدعم تقنية محرك البحث Bing على جهودها، و مساندتها على تطوير برنامجها خاصة في اللغة العربية، و تحسين جودة توليد النصوص و ضبط قواعد جميع اللغات المدعومة حتى يرتقي برنامجها و يصبح تقنية يعتمد عليها من طرف مستعملي و عشاق محرك البحث Bing.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال المتواضع، كما نرجوا بأننا لم نطل عليكم في المقارنة بين هذين البرنامجين المذهلين اللذين لم نوفهما حقهما في الشرح السالف ذكره، متمنين المزيد من النجاحات للجميع راجين من المولى عز و جل أن يديم علينا الصحة و العافية و أن يوفقنا لما يحب و يرضى، و صل اللهم و سلم على الحبيب المصطفى و على آله و صحبه و من ٱصطفى و سلّم تسليما كثيرا.
عزيزي القارئ لا تبخل علينا بمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك حتى تعم الفائدة على الجميع، و لا تتردد في ترك تعليق أو التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني للمزيد من الإستفسارات أو طلب موضوع و شكرا.
بارك الله فيك على مجهوداتك و جزاك الله خيرا
ردحذف