أغرب لغة تواصل ممكن تسمع عنها متواجدة حاليا في تركيا

 من بين جميع اللّغات الغريبة التي يتكلّمها سكان العالم منذ غابر الأزمان و في كل مكان، منهم من تكلّم لغة الإشارة، و منهم من تكلّم لغة الرسم، و منهم من تكلم لغة الجسد و الكثير الكثير من اللّغات المتداولة من شعب لآخر، و من قبيلة لأخرى إلا أن هناك دوما من يتكلم بلغة لا نسمع بها إلا و نتعجّب منها !! فمنذ أن خلق الله الخليقة و الإنس و الجان إلا و خلق لهم لغة يتواصلون بها.

أغرب لغة تواصل ممكن تسمع عنها متواجدة حاليا في تركيا

إلى هنا تكون رحلة اللّغات قد دخلت منعرجا جديدا بدخول إحدى أغرب اللغات إلى قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة (يونيسكو) في العام 2017.

هذه اللغة هي لغة الصفير أو لغة الطير كما تسمى من قبل البعض، و تسمى بالتركية كوش ديلي، و هي لغة مفيدة و مستعملة محليا منذ أكثر من 400 سنة من طرف سكان قرية قوش كوي التابعة لولاية غيرسون الواقعة في دولة تركيا، و التي تطل على البحر الأسود.

تقع قرية Kuşköy على بعد 85 كم من مدينة Giresun عاصمة المقاطعة، وعلى بعد 07 كم من Çanakçı عاصمة المنطقة، القرية التي يبلغ إرتفاعها 168 مترًا معزولة بين جبلين، و لها خمس مناطق منتشرة على طول مجرى Çanakçı المجرى المائي الذي يشكل محورها، ثم يعبر Çanakçı المدينة التي تحمل الإسم نفسه، و يشكل حوضًا قبل الوصول إلى البحر الأسود، تقع القرية على بعد 27 كيلومترا من البحر الأسود.

يتميز سكان قرية كوش كوي بالهدوء و الذكاء و الفطنة، يتمحور عملهم في الزراعة و رعي الغنم و الماعز، نظرا للطبيعة المحيطة بهم، إذ تقع قريتهم بين جبلين كبيرين، و سلسلة من التضاريس الصعبة.

و بالرغم من هذه التضاريس الصعبة كانوا و لازالوا يعملون في الزراعة و رعي الغنم، و المهم في الأمر أنهم طوروا وسيلة تواصل غريبة بعض الشيء، لأنهم لم يملكوا أي وسيلة أخرى يتواصلون بها عند الحاجة لبعضهم خاصة أثناء الرعي.

في القرن العشرين تم إختراع الهاتف المنزلي و تلاه الهاتف النقال، فأصبح العالم الشاسع عبارة عن قرية صغيرة جدا، و جعل البعيد قريب، و سهل عملية التواصل بين الشعوب المختلفة، لكن قبل ذلك لم تكن هناك طرق سهلة لوصل الشعوب و الأفراد ببعضهم بعض، إلا عن طريق الرسائل و بعض الوسائل المكلفة للمال و الوقت معا، لذلك بدأ السكان الأوائل لقرية كوش كوي بالتفكير في طريقة تواصل مفيدة و سريعة و مجانية تجنبهم خسارة الوقت الثمين الذي يقضونه في رعي أغناهم في التضاريس الصعبة، حتى توصلوا إلى لغة غريبة لم يسبق لها مثيل، لأنهم شعب ذكي و فطن و يتميز بالهدوء و الرصانة.

هذه اللغة تم تصنيفها مؤخرا في منظمة اليونسكو عام 2017 ضمن التراث الثقافي غير المادي، و تعتبر لغة الصفير أو لغة الطير كما يسميها البعض، دليلا قويا على تميز سكان القرية بالذكاء الحاد، لأنه ليس من السهل إيجاد لغة غير مكتوبة و ليس لها أسس، و التواصل بها و فهم منطقها، و تحليل فحواها إلا أن تكون عبقريا تمتلك ذهنا خصبا قادرا على التفريق لكل تصفيرة، في ظل تواجد العديد من الطيور المغردة.

عزيزي القارئ إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه المقالة، نرجو أن نكون قد أفدناكم و لو بالقليل، شغلنا الشاغل هو إرضاؤكم و تنويركم ببعض الثقافات المختلفة الموجودة في عالمنا الواسع، فلا تبخل علينا برأيك و شاركنا تطلعاتك في التعليقات.

إرسال تعليق

للمزيد من المعلومات حول المُدوَّنة أو المواضيع المنشورة، أو أي إستفسار يرجى الإتصال بنا على مواقع التواصل الإجتماعي، أو عن طريق البريد الإلكتروني على العنوان التالي :

[email protected]

أحدث أقدم

متابعينا على بلوجر

تابعنا على بلوجر ليصلك جديدنا

 

نموذج الاتصال