الأشنّـة كائن عضوي يتألف من طحلب و فطر يعيشان معًا، و يستطيع الطحلب أن يصنع طعامه الخاص بمساعدة ضوء الشمس، أما الفطر فلا يستطيع تصنيع طعامه الخاص، غير أنه يمتصّ الماء بسرعة.
و هناك حوالي عشرين ألف نوع من الأُشنّة ينمو بعضها على التربة، لكن غالبيتها تنمو على الصخور أو لحاء الشجر، و تعيش الأُشنة في عدة مناطق لايستطيع العيش فيها إلا نباتات قليلة، فبعض أنواعها يعيش في المنطقة القارسة البرودة ضمن الدائرة القطبية، و بعضها الآخر يعيش في الصحاري أو على الجبال.
و ليس للأشنة جذور، و لكنها ذات طبقة خارجية من خلايا فطرية ملونة بالأخضر، و البني و الأصفر، أو الرمادي، و هذه الطبقة الحافظة تُدعى القشرة العليا و هي تُغطّي نطاقًا من خلايا طحلبية خضراء اللون، أو زرقاء مخضرة.
و يقع تحت الخلايا الطحلبية نطاق مخزن للطعام يُدعى اللب، و طبقة حافظة أخرى تدعى القشرة الدنيا، و غالبية الأُشنة ذات جدائل فطرية تربط السطح التحتي للأُشنة بالشجرة أو الصخرة.
و قد توصّل عُلماء النبات إلى التعرف على ثلاث مجموعات من الأشْنَة:
- الأشنة شجرية الشكل :
و هي شبه شجيرات، و ترتبط فقط عند قاعدتها بالطبقة التحتية (السطح) الذي تنمو عليه.
- الأشنة ورقية الشكل:
و هي شبيهة بالورقة في مظهرها.
- الأشنة قشرية الشكل:
و هي شبيهة بالقشرة، و ترتبط بالطبقة التحتية بكامل سطحها التحتي.
كيف تنمو
لما كانت الأُشنة خالية من الجذور، فهي تنمو فقط عندما ترطب بوساطة النَّدى أو المطر، وعندما تمتص الأشنة الرطبة ضوء الشمس فإن القسم الطحلبي يُنتج السكر بوساطة التركيب الضوئي.
و تمر غالبية السكّر إلى الفطر الذي يستعمله غذاء له، و هكذا يمكن للكائن العضوي أن ينمو، و الأُشنة الجافة لا تنمو، غير أنها تستطيع البقاء حية في درجات الحرارة القصوى التي تقتل الأُشنة الرطبة. تُضيف غالبية الأشْنَة حوالي 03 ملم سنويا إلى نصف قطرها، لكن القليل من أنواعها ينمو بسرعة أكبر بحوالي عشر مرات.
ينمو العديد من مجموعة أشْنَة كروستوز 0,3 ملم فقط سنويًا، و يمكن أن يكون عمر هذه الأشْنَة أربعة آلاف عام في المناطق القطبية الشمالية.
تتكاثر الأشنة بثلاث طرق، يُطْلِق الفطر في غالبية الأشنة أبواغًا في الهواء، فإذا ما سقطت إحداها قرب طحلب مناسب نمت حول الطحلب، و تكونت أشنة جديدة، و يتكاثر العديد من الأُشنة أيضًا بوساطة الصرّات.
و هذه تتألف من عدة خلايا طحلبية تُحيط بها شبكة من جدائل فطرية، تتشكّل هذه الجدائل على سطح الأشنة و تُحْمَل بعيدًا بوساطة الريح أو قطرات المطر، و إذا ما ٱحتُجِزت الصرّات في شق شجرة أو صخرة، فإنها يمكن أن تبدأ النمو ضمن أشنة جديدة.
و تنتج بعض الأُشنة أُسيد بدلاً عن الصرّات، و تكون الأُسيدات رقيقة القوام و لها نمو وتدي الشكل على سطح الأشنة، و هي مثل الصرّات تُنثَر بوساطة الريح و الماء.
أهميّتها
تفيد الأشنة الحيوانات و الإنسان على السواء، ففي المنطقة القطبية الشمالية تُغطّي الأُشنة أراضي واسعة، و توفر طعامًا شتويًا لوعول الرّنة و الكاريبو.
و في المناطق الأخرى، يأكل الأُشنة العديد من الحلزون و اليرقانة و الحشرات، و أستعمل الناس في الماضي الأشْنَة بطرق متعددة، فبعض الأنواع ٱستُعملت طعامًا إبّان المجاعات، و بعضها الآخر ٱستعملت أصبغة أو عقاقير.
يستعمل رجال الصناعة اليوم كميات ضخمة كل عام من أشنة تُدعى طحلب البلوط، يُجمع طحلب البلوط في أوروبا و إفريقيا الشمالية لتحويله إلى مثبّت للعطور و إلى مستحضرات تجميلية تستعمل بعد الحلاقة، و هناك أشنة أخرى تُدعى عشبة كاناريا تستعمل لصنع صبغة دوّار الشمس، و هو مستحضر يستعمل لتحديد ما إذا كان محلول ما حمضًا أو قاعدة.
أنظر: صبغة دوّار الشمس .
كيفية إستخدامها
ٱستعمل الأطباء خلال أكثر من ألفي عام عقاقير مصنوعة من الأُشنة لمعالجة بعض إضطرابات الرئة و الجلد، و حتى وقت قريب كانت المضادات الحيوية تُنتَج من الأُشنة في إسكندينافيا و ألمانيا و الإتحاد السوفييتي (السابق)، إلا أنها تُصنَع الآن بصورة إقتصادية أكثر من الفطر.
و يستعمل العلماء الأُشنة لتحديد كمية بعض الملوّثات في الهواء، و تموت الأُشنة عندما تتعرض لثاني أُكسيد الكبريت، و هو غاز سام له آثار عديدة ضارّة.
و هكذا يستطيع العلماء أن يقدّروا كمية ثاني أُكسيد الكبريت في الهواء بملاحظة عدد و نوع الأُشنات التي تنمو في موقع معين، و تمتص الأُشنة أيضًا الفلزات، فبتحليل الأُشنة التي تنمو قرب المصانع و مصاهر الفِلِزّات يستطيع العلماء أن يحدّدوا أنواع الملوّثات الفلزّية التي تطلقها.