علم الأساطير و دوره في التاريخ المعاصر

علم الأساطير يتناول بالدراسة كل ما يكون خارجًا عن المألوف و خارقًا للعادات في صفات الإنسان و الحيوان و الطّير و المخلوقات الخرافية.
علم الأساطير و دوره في التاريخ المعاصر

كيف بدأت الأساطير

بحث الدارسون طيلة القرون العشرين الماضية على الأقل في كيفية نشوء الأساطير، و يعتقد بعضهم أن البداية كانت على شكل حوادث تاريخية تم تحريفها بمرور الزمان و يرى غيرهم أن الأساطير نشأت نتيجة محاولة الناس تفسير أسباب حدوث الظواهر الطبيعية التي عجزوا عن فهمها، و هناك نظريات أخرى حول هذه الظاهرة لكن لا يجيب أي منها عن الأسئلة التي تثار حولها رغم أنها تسهم إلى حد ما في فهم الموضوع.

حاول النّاس دائمًا أن يفهموا سبب حدوث أمور معينة، و على سبيل المثال أن الناس أرادوا أن يعرفوا لماذا تُشرق الشمس و تغيب؟ و ما سبب البرق ؟ كما أرادوا أن يعرفوا كيف تَمّ خلق الأرض ؟ و كيف وُجدت الإنسانية؟ وأين وُجدت أولاً؟

و اليوم يملك الناس إجابات يقينيّة عن طريق الدّين، و النّظريات العلمية، لكثير من هذه الأسئلة عن العالم حولهم. 

و قد كانوا قديمًا تنقصهم المعرفة اللّازمة لإعطاء إجابات علمية عن تلك الأمور، و لذلك فغالبًا ما كانوا يفسِّرون الأحداث المتعلّقة بالطبيعة بشكل قصص عن الآلهة ذكورها و إناثها و عن الأبطال الخرافيين. 

فمثلاً كان لدى الإغريق قصة يفسرون بها وجود الشر و المشكلات الأخرى، ذلك بأنهم كانوا يعتقدون بأنه فيما مضى كانت شرور العالم و مشكلاته محبوسة داخل صندوق، و قد هرب الناس عندما قامت بفتحه المرأة الأولى، وهي المسماة باندورا

و مثل هذه القصص تسمى أساطير ، و تُدعى دراسة الأساطير عادة علم الأساطير، و لا تزال تُستعمل الأساطير في بعض أنحاء العالم لتفسير الحقائق العلمية الخاصة بعالمنا.

تتعلق معظم الأساطير القديمة بكائنات مقدّسة هي الآلهة، و هذه الآلهة تتمتع عند المعتقدين بها بقوى خارقة للطبيعة تفوق إلى حدّ كبير قوة البشر، و لكن على الرّغم من القوى الخارقة المنسوبة إليها، فإن كثيرًا من الآلهة من الجنسين و كذلك كثيرًا من الأبطال الذين برزوا في الأساطير القديمة (الميثولوجيا) لهم خواصّ إنسانية، فهم ينساقون وراء العواطف كالحُبّ و الحسد و يمرّون بالتجارب الإنسانية، كالولادة و الموت. 

و هناك عدد من الكائنات الأسطورية تشبه البشر إلى حد بعيد، و في كثير من الحالات فإن الصفات الإنسانية للآلهة تبرز المُثل السائدة في مجتمع ما، فالآلهة الطيبة ذكورًا و إناثًا تتمتع بصفات يُعجب بها المجتمع، بينما تتمتع الآلهة الشريرة بالصفات التي يمقتها ذلك المجتمع.

و نستطيع بدراستنا للأساطير أن نعرف كيف أجابت المجتمعات المختلفة قديمًا عن الأسئلة الأساسية المتعلقة بالعالم و مكان الفرد فيه، و نحن ندرس الأساطير لنعرف كيف أن شعبًا من الشعوب طَوّر نظامًا ٱجتماعيًا مُعينًا بعاداته المختلفة و طرق حياته المتعددة.

و على مدى آلاف السنين قدمت الأساطير المادة اللّازمة لكثير من الفنون العالمية الشهيرة، كما ألهمت الأساطير و الشخصيات الأسطورية الأُدَباء و الشّعراء و الفنانين، إبداع روائع الأدب و الموسيقى و الهندسة المعمارية و الرسم و النحت.

كانت الأساطير مجرد خرافات و تخيلات و أوهام و محاولات ٱجتهادية لتفسير أحداث كونية و لم تكن تستند إلا إلى الظنّ، و  هي بالنّسبة للعالم المتحضّر اليوم و بعد ظهور الأديان و التقدم العلمي، لم تعد غير مجرد قصص تسلية، كما أنها تُعِين على التعرّف على جانب من تفكير الأقدمين.

نستطيع أن نقسم الأساطير إلى مجموعتين هما: أساطير الخلق و أساطير التعليل.

و تحاول أساطير الخلق أن تفسر أصل الكون و خلق البشر و ظهور الآلهة، أما الأساطير التعليلية فإنها تهدف إلى تفسير الظواهر الطبيعية، فالإسكندينافيون القدماء مثلاً كانوا يعتقدون بأن أحد آلهتهم و اسمه ثور Thor، هو الذي كان يصنع الرّعد و البرق عندما كان يقذف بمطرقته  ميولنير في وجوه الأعداء، و قد ٱعتقد الإغريق القدماء بما يشبه هذا التعليل.

و هناك بعض الأساطير المتعلّقة بالمرض و الموت، فقد ٱعتقد كثير من المجتمعات القديمة، و بعض المجتمعات البدائية التي لا تزال تعيش في عصرنا الحاضر أن بعض الكائنات الأسطورية هي التي تسبب الموت. 

و قد تشير الأساطير المتعلقة بالأبطال الوطنيين إلى بعض القيم الأخلاقية، و هي أساطير يؤمن بها الناس رغم عدم إستنادها على أي أساس، كذلك قد تجد مجموعة أسطورية أخرى ليس لها إسم معين، إذ إنها ليست بشرًا أو حيوانات و إنما هي خليط من الإثنين و مثال ذلك أبو الهول في مصر القديمة الذي له رأس إنسان و جسم أسد.

كذلك نجد بقاعًا و أماكن أسطورية ـ حسب بعض المعتقدات ـ و هي تزخر بالأرواح و العفاريت و غيرها مثل جبل فوجي أعلى جبل في اليابان.

و قد ٱعتقد الإغريق بوجود مواقع أسطورية تحت الأرض مثل هاديس، إذ كانوا يعتقدون أن أرواح الموتى تعيش فيها.

و عندما نقارن أساطير متشابهة لمجتمعات مختلفة نأخذ بعين الإعتبار العلاقات الإحيائية و الخصائص الوراثية و التاريخية، فالعلاقات الإحيائية تستند إلى الطرق التي يستجيب بها الناس للظواهر العامة التي تحدث في محيطهم، و المثال على ذلك إعتقاد كل من قبيلة ماوري في نيوزيلندا و الإغريق القدماء بأسطورة تصف كيفية ٱنفصال الأرض عن السماء، أما عن علاقة الخصائص الوراثية في الأساطير، فقد نجد مجتمعًا كبيرًا يعتقد بأسطورة معينة عندما ينقسم إلى مجتمعات أصغر، ذلك لأن كل جماعة تحتفظ بجزء من تلك الأسطورة بالطريقة التي تحلو لها، فتكون العلاقة بين هذه الأساطير ذات خصائص وراثية، فالأساطير التي تروى عن كبير آلهة الإغريق القدماء زيوس، و المعبود الهندي القديم إندرا تعتبر ذات خصائص وراثية إذ نجدهما متماثلين في كثير من الصفات، و يمكن تفسير هذا التشابه بأن الإغريق القدماء و الهنود القدماء قد نشأوا من أصل حضاري مشترك.

و تظهر العلاقات التاريخية عندما نجد أساطير متشابهة بين مجتمعات ذات ثقافات لا يمت بعضها إلى بعض بصلة، و كان الشاعر الإغريقي هِسيود قد كتب قصيدته الطويلة و فيها أساطير هندية ـ يونانية كثيرة متشابهة و كذلك أساطير من التاريخ القديم للشرقين الأدنى و الأوسط.

الأساطير عند العرب

يقرر بعض دارسي الأدب أن ما وصل إلينا من تراث الجاهليين لا يدل صراحة على وجود تراث أُسطوري كبير، و ذلك بسبب إهمال الرواة المسلمين في عصر التدوين لما رأوه فيه مما لا يتفق و عقيدتهم الإسلامية، منطلقين في ذلك من فهمهم العام للأسطورة من حيث كونها كل شيء يناقض الواقع أو بتعبير آخر "ما لا وجود له في الواقع". 

و قد ورد لفظ أساطير الأولين في القرآن الكريم في تسعة مواضع في سياق تكذيب المشركين لرسالة محمد  صل الله عليه و سلّم بعامة و القرآن بخاصة. 

فكانوا يصفون القرآن بأنه أساطير الأولين، أي أباطيل و خُرافات الأولين ﴿ و قالوا أساطير الأولين ٱكتتبها فهي تملى عليه بكرة و أصيلا﴾سورة الفرقان الآية 05 ﴿ إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين﴾سورة القلم الآية 15. 

و يمكن القول إن كثيرًا من القصص التي تروى في العهد القديم و في آثار سامية أخرى تنتمي إِلى تلك الطائفة الكبيرة من الأساطير التي صيغت في قلب الجزيرة العربية من أزمنة سحيقة، غير أن بعض هذه الأساطير قد تسرّب إلينا في قصص الأيام (أيام العرب) مَشوبًا ببعض الخرافات و الحكايات الشعبية كما تسرب إلى أنساب العرب.

و تعد حكايات ألف ليلة و ليلة ممثلة لفن الحكاية الخرافية عند العرب، و يكفي أن نشير إلى حكاية علاء الدين و المصباح السحري، و حكاية علي بابا و الأربعين لصّا، و حكاية الصياد و الشبح، و حكاية الشجرة المتكلمة، و حكاية الطيّر المغني، و حكاية الأخوات الحاقدات، ثم حكاية الأمير أحمد.

و تزخر حكايات ألف ليلة و ليلة بالجن و العفاريت و الخوارق، و من أبرز الخوارق خاتم سليمان، يفركه البطل فيظهر له جنيّ يأتمر بأمره و يحقق له ما يريد كما في حكاية معروف الإسكافي. 

و تتردّد في الحكايات أدوات خارقة مثل الحصان الطائر في حكاية الصعلوك الثالث من قصة الحمّال و البنات الثلاث.

و من مشهور الأساطير العربية الغول و العنقاء، و قد أكثر الشعراء من ذكرهما و ضربوهما مثلاً في القِلّة و النّدرة.

و سيطرت فكرة الهامة في الشعر العربي زمانًا و هي طائر أو دابّة تخرج من رأس القتيل و تظل هائمة تطلب القصاص و تردد "ٱسقوني ٱسقوني" و لا تهدأ حتى يؤخذ بالثّأر من القاتل. فتروى من دمه و تسكن، و قد وظّف كثير من الشعراء و الأدباء في العصر الحديث الأسطورة و ٱتخذوها قِناعًا و رمزًا لكثير من المعاني و الأفكار.

و قد أدرك الغربيّون ما في تلك الحكايات الخُرافية من سِحر و رِهافة مغزى و صور جديدة تأسر القارئ عن طريق روعتها التي تنبع من حياة البذخ، ممّا حدا بهم أن يترجموها إلى لغاتهم. 

الأساطير المصرية

إن أقدم المعلومات التي حصلنا عليها حول الأساطير المصرية أتت من الكتابات الهيروغليفية المدونة على جدران القبور، كما عثر على كتابات في غرف الدفن داخل الأهرام و تسمى كتابات الأهرامات، تذكر لنا هذه النصوص أن المصريين القدماء خلال الفترة من 3200 إلى 2250 ق.م. كانوا يعبدون تسعة آلهة، و تطور مصطلح التساعي ليشمل آلهة أخرى مثل نون، التي كانت ترمز إلى المحيط الأعظم الذي كان موجودًا حسب تلك الأساطير قبل خلق الأرض و السماء، و من هذه الآلهة: حورس، هاتور، أنوبيس، إيزيس، نفتيس، أوزريس، رع، توت، آمون، بتاح، تيفنوت، سث، آمون- رع.

و كان لآلهة مصر القديمة و الأساطير التي نسجت حولها تأثير كبير في أساطير كثير من الحضارات الأخرى المجاورة.

الأساطير اليونانية (الإغريقية)

عثر على أقدم الأساطير اليونانية مدونة في اللّوح الطيني الذي يعود إلى عهد الحضارة المسينية التي بلغت ذروتها خلال الفترة من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد. 

و شملت هذه الحضارة عدة مدن يونانية من بينها مسينيا، و قد أشارت تلك الألواح إلى معبود مسينيا الرئيسي بإسم بوسيدون، و سقطت الحضارة المسينية خلال القرن الثالث عشر قبل الميلاد. 

و في القرن الثاني عشر ق.م. جاء الدوريون في شمال غربي اليونان و ٱستقروا في أرض المسينيين، و خلال القرون الأربعة التالية المعروفة بالفترة المظلمة للإغريق القدماء ٱتحدت الأساطير المسينية و الدورية لتشكل الأساطير التقليدية المعروفة للإغريق.

و تنقسم آلهة اليونان إلى عدة مجموعات أقدمها التيتانيون بقيادة كرونوس و أقواها الأوليمبيون الذين كانوا يتألفون من عدة درجات في أعلاها ستة آلهة أكبرهم زيوس و ستة إلاهات أكبرهن أثينا.

الأبطال 

تبوأ أبطال الإغريق في أساطيرهم مرتبة الآلهة تقريبًا، و كان معظمهم أو كلهم عرضة للموت، إذ إنهم يولدون و يكبرون و يموتون و لكنهم يظلون منتسبين للآلهة، بل إن كثيرين منهم كانوا يدعون أنهم من جنس الآلهة، و هؤلاء ينقسمون إلى مجموعتين : 

المجموعة الأولى جاءت قبل حرب طروادة و المجموعة الثانية ٱشتركت في حرب طروادة، و يأتي أوديب ضمن المجموعة الأولى و قصة قتله لوالده خطأً و تزوُّجه من أُمّهِ معروفة و يتداولها الفنانون و الكتاب منذ أكثر من 25 قرنًا.

إندلعت حرب طروادة بين اليونان و مدينة طروادة، عندما فرّت هيلين زوجة ملك أسبرطة إلى طروادة مع باريس إبن ملك طروادة، فأعد اليونانيون جيشًا لمحاربة طروادة و إستعادة هيلين إلى اليونان، و تأتي معلوماتنا حول هذه الحرب مما ذكر في ملحمتي الإلياذة و الأوديسة

و من الأبطال اليونانيين الذين ٱشتركوا في حرب طروادة أجَامِمْنُون القائد العام، و منيلاوس زوج هيلين، و أوديسيوس القائد الذكي الذي دبر خطة أدت إلى سقوط طروادة، و أخيل أشهر المحاربين اليونانيين، و من أشهر أبطال طروادة أيضًا هيكتور و باريس.

الأساطير الرومانية

يعتقد الكثيرون أن الأساطير الرومانية صورة طبق الأصل من الأساطير اليونانية، و قد ٱحتك الرومان باليونانيين خلال القرن الثامن قبل الميلاد، و لكن قبل هذه الفترة كان للرومان أساطيرهم الخاصة بهم، و الواقع أن كثيرًا من أوجه التشابه الأساسية بين الأساطير الرومانية و اليونانية ترجع إلى حقيقة التراث الهندي الأوروبي المشترك لروما و اليونان.

حاول الرومان في أساطيرهم توضيح أصولهم و تاريخ شعبهم و هكذا توصلوا إلى ٱعتبار آلهتهم رجالاً تاريخيين، و أفضل مثال على ذلك قصة رومولوس و ريموس، و كانا شقيقين توأمين وُلِدا من أم ماتت و أب هو مارس إله الحرب حسب أساطيرهم.

و بعد ولادتهما مباشرة و ضعوهما في سلة و ألقوهما في نهر التيبر فٱلتقطتهما ذئبة ٱعتنت بهما، ثم ٱكتشفهما أحد الرعاة و أخذهما و رباهما إلى أن أصبحا شابين يافعين. 

و قرر الفتيان إنشاء مدينة في نفس المكان الذي ٱلتقطتهما الذئبة عنده على نهر التيبر، و بعد ذلك حدثت مشاجرة قُتِل خلالها ريموس فقام رومولوس بإنشاء مدينة روما، و يُفترض أن ذلك حدث في سنة 753 ق.م.

تعاقب على حكم روما سبعة ملوك كما تقول الأساطير الرومانية أولهم رومولوس، غير أن الدارسين يشكون في وجود هؤلاء الملوك أصلاً، و في الحوادث المنسوبة إليهم، و يقولون بإحتمال أن يكون هؤلاء الملوك رموزًا للآلهة تحولت بعد ذلك إلى شخصيات تاريخية، و يذكر الشاعر الروماني كوينتاس إينيوس كيف أن البطل إينيس جاء بعد تدمير طروادة إلى إيطاليا و قام بوضع الأسس بين عامي 30 و 19 ق.م. 

و قد وردت نفس الفكرة من قبل الشاعر الروماني الشهير فيرجيل في ملحمته المعروفة بإسم الإنيادة.

و هكذا نجد أن فيرجيل يربط بين إنشاء مدينة روما و حرب طروادة و هي حدث معروف في الأساطير الإغريقية.

الأساطير السلتية

يرجع أصل السلتيين إلى الأقوام الهندية الأوروبية القديمة، و قد عاش معظم السلتيين فيما يسمى الآن بألمانيا الجنوبية الغربية إلى القرن السادس قبل الميلاد. 

و ٱستقروا بعد ذلك في أنحاء أوروبا الغربية و في الجزر البريطانية، و تأتي معظم معلوماتنا حول الأساطير السلتية من الرموز الأسطورية و الحوادث في الجزر البريطانية و لا سيما في أيرلندا و قد ٱحتفظ الرّهبان الأيرلنديون في العصور الوسطى بكثير من الأساطير السلتية القديمة في عدة مجموعات من المخطوطات، و أهم هذه المجموعات كتاب الفتوحات الذي يتتبع التاريخ الأسطوري لأيرلندا. 

و توجد مجموعة أخرى مهمّة من المخطوطات من مقاطعة ويلز تسمى مابينوجيون

و القصص الأربع الأولى الواردة في هذه المجموعة ـ مع أربع قصص خيالية شعبية مستقلة ـ فيها وصف لتاريخ الأساطير البريطانية، و الأساطير الويلزية تتعلق بالكائنات البشرية التي قد تمتلك قوى سحرية أو تفتقدها و يتعلق معظم الأساطير الأيرلندية باللّاهوت.

الأساطير التّيُوتُونِيّة

و هي تتألف من الأساطير الإسكندينافية و الألمانية و تسمى أحيانًا بالأساطير النّوْرَسِية نسبة إلى النورسيين الذين عاشوا في إسكندينافيا في القرون الوسطى.

و المصادر الرئيسية للأساطير الإسكندينافية أثران بإسم الإيدا يشتملان على قصائد مكتوبة خلال القرن 13 ق.م. 

و تأتي المعلومات الأخرى من القصص الخرافية عن أشخاص و أبطال من الأدب الألماني و الآثار التاريخية الخاصة بالقرون الوسطى. 

و يذكر كتاب الإيدا أنه قبل وجود الحياة كانت الأرض تتكون من مكانين أحدهما نار و الآخر جليد و يفصل بينهما فراغ هائل تلتقي فيه النار بالجليد.

الأساطير في جزر المحيط الهادئ

تنتشر الآلاف من هذه الجزر في المحيط الهادئ، و قد ٱزدهرت تقاليد خصبة من الأساطير و الأشخاص الأسطوريين بين مختلف الثقافات السائدة في هذه الجزر حتى نهاية القرن التاسع عشر عندما تحول الكثيرون منهم إلى النصرانية، و قد ٱحتفظ غير النصارى بتقاليدهم الأسطورية و فعل ذلك أيضًا بعض النصارى الذين ٱحتفظوا بجانب من تلك التقاليد.

أساطير الهنود الأمريكيين

عندما إكتشف كريستوفر كولمبوس أمريكا كان الهنود الأمريكيون يعيشون في كل من الأمريكتين الشمالية و الجنوبية، و كان لهؤلاء أسلوبهم الخاص في المعيشة و لهم أساطيرهم المتميزة، غير أن تلك الأساطير المختلفة كانت لها مظاهر عديدة مشتركة. 

و معظم الهنود الأمريكيين كانوا يعتقدون بوجود القوى الخارقة للطبيعة و يقومون بإجراء طقوس دينية كثيرة إرضاء لتلك القوى و طلبًا لمساعدتهم للحصول على الرّزق و الإنتصار على أعدائهم في الحروب، و تصف أساطيرهم نهاية العالم بأنها ستكون نتيجة كوارث تأتي بها النيران أو الفيضانات.

نظرية هوميروس 

كان هوميروس عالمًا إغريقيًا قديمًا في أواخر القرن الرابع و أوائل القرن الثالث قبل الميلاد. 

و كان أول عالم يقول إن الأساطير تستند إلى حقائق تاريخية، و كان يعتقد أن على الدارسين أن يطرحوا جانبًا العناصر الخارقة للطبيعة في الأساطير، فكان يقول مثلاً إن من المحتمل أن زيوس كان أحد الملوك العظام في كريت القديمة، و كان ذلك سببًا في خلق القصص الأسطورية عنه.

نظرية مولر

ذكر فريدتش مولر، العالم الألماني المَوْلِد، الإنجليزي اللغة الذي عاش في القرن التاسع عشر الميلادي، أن الآلهة القدماء و الأبطال الأسطوريين كانوا في الحقيقة تجسيدًا للطبيعة و لا سيما الشمس. 

و يفسّر ذلك بقوله إن مولد البطل يرمز إلى الضُحى و هي فترة ٱرتفاع الشمس فوق هامة السماء، بينما سقوط البطل و موته يرمزان إلى مغيب الشمس، و قد أكّد عالم الأجناس البشرية مالينوفسكي على العوامل النّفسية التي تقود الناس إلى عمل الأساطير.

ماذا تُعـلّمنا الأساطير ؟؟؟

توصل كثير من علماء الإجتماع إلى نظريات حول كيفية معرفة أحوال الناس من الأساطير التي يذكرونها، و تؤكد بعض هذه النظريات على أهمية دور الأساطير في فهم المجتمع ككل، و تركز نظريات أخرى على دور الأسطورة في فهم الأسلوب الذي يتصرّف فيه شخص ما بطريقة معيّنة.

و يعتقد العالم الإجتماعي الفرنسي إميل دوركايم الذي عاش في أواخر القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين الميلادييْن أن كل مجتمع يُوجِدُ لنفسه عادات و أعرافًا و قيمًا إجتماعية معينة تنعكس على الدّين الذي يؤمن به ذلك المجتمع، لذلك و كما يقول دوركايم، فإن معبود مجتمع ما و أبطاله و أساطيره إنما هم تمثيل تراكمي جماعي لأعراف ذلك المجتمع و قيمه أو للأجزاء المهمة التي تشتمل عليها، و يضيف دوركايم إنه بالإطلاع على أساطير أحد المجتمعات يستطيع عالم الإجتماع أن يكتشف الأعراف و القِيَم و العادات الإجتماعية التي يتمسّك بها ذلك المجتمع.

إرسال تعليق

للمزيد من المعلومات حول المُدوَّنة أو المواضيع المنشورة، أو أي إستفسار يرجى الإتصال بنا على مواقع التواصل الإجتماعي، أو عن طريق البريد الإلكتروني على العنوان التالي :
----------------------------------------------------------------------------------------------
[email protected]

أحدث أقدم

متابعينا على بلوجر

تابعنا على بلوجر ليصلك جديدنا

 

نموذج الاتصال