بالطبع إنهم ليسوا بِفَراعِنَة، و لم تَرِد كلمة الفراعنة في أي بَرْدِيّةٍ قديمة، و لم تُنْقَش على أي حجر مصريّ قديم !!!
حينَما ذَكَرَ القُرْآنُ الكَرِيمُ كلمة فِرْعَوْن، لم يتعامل معها كلقب و إنّما إسمُ عَلَمْ « إسم شخص » و الدّليلُ على ذلك في سورة العنكبوت : « وَ قَارُونَ وَ فِرْعَونَ وَ هَامَانَ وَ لَقَدْ جَاءَهُم مّوسَى بِالْبَيّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِى الْأَرْضِ وَ مَا كَانُوا سَابِقِينْ » الآية 39.
وَرَدَ إسمُ فِرْعَوْن في سِيّاق يتحدّث عن أسماء عَلَمْ و ليس ألقاب.
و ما يؤكّد ذلك أيضًا أن كلمة فرعون لم تأت مُعرّفة بـ أل التعريف ، « الفرعون » مثل الملك أو الأمير أو الإمبراطور، و هو ما يُعَزّزُ مفهوم أنه إسم شخص و ليس لقبًا.
و الأهم، أن ما قام به « فرعون »، ذلك الشّخصُ الغليظ الذي يَسْتَحْيِي النّساءَ و يُذَبّحُ الأطفال، يتناقض مع الحضارة المصرية الراقية، و هو ما يُعَزّز ما ذهب له بعض الباحثين من أن فرعون موسى من الهِكْسُوسْ و ليس مصريًا، و هناك من أراد عمدًا أن يشوه المصريين فَنَسَبَ لتلك الحضارة العظيمة أفعال ذلك المُجرم.
كما ورد في القُرْآنُ الكَرِيمُ لَفْظ « عَزِيزَ مِصْر »، بينما لم تَرِد أبدًا كلمة فرعون مقترنة بكلمة مصر « فرعون مصر ».
كما أن القُرْآنُ ذكر حاكم مصر بلقب « الملك » و لم يقل مثلا « الفرعون فلان » أو « الفرعون » كلقب للحاكم.
إذا أردت أن تصف أهل مصر في القديم الغابر قل، المصريين القدماء، و لا تقل الفراعنة، قل الحضارة المصرية القديمة، و لا تقل الحضارة الفرعونية.
أجداد المصريين كانوا من أرقى الناس، و لم يتورّطوا في أفعالٍ إجرامية، بل كان حاكم مصر يستمدّ شرعيّته من تطبيقه لقوانين « الماعت » التي تضمن كفالة الحقوق و العدالة الإجتماعية و المساواة بين الناس، فكيف يمكن لحاكم مصري أن يستعبد قوم موسى ضمن قوانين تمنع العبودية و تُجَرّمُها ؟!!!
ملاحظة :
هناك 5 ألقاب فقط للملوك المِصْرِيّيِنْ :
- سَا رَعْ
- نِبْ تَا وَىْ
- نِسُوْ بِيتَىْ
- حَرْ نُوبْ
- حَرْ