سكوبيه عاصمة مقدونيا تحوي كثيرًا من المتاجر الصغيرة على طول شوارعها المرصوفة بالحصى في الجزء القديم من المدينة، تبدو قبة المسجد الذي ترتفع منارته عالية، في خلفية الصورة.
تبلغ مساحة أراضي هذه الجمهورية المستقلة 25,713 كم²، ويعيش بها 2,247,000 نسمة، و عاصمتها سكوبيه.
يشكل المقدونيون أكبر مجموعة عرقية في البلاد و بها أقليات عرقية من الأتراك و الألبانيين.
نظام الحكم
يحكم مقدونيا رئيسٌ مُنتخب، لمدة أربع سنوات، و تتألف الهيئة التشريعية من مجلس يُنتخب أعضاؤه و عددهم 120 عضوًا، لمدة خمس سنوات، أما رئيس الوزراء فيعينه رئيس الجمهورية بعد موافقة الهيئة التشريعية و يكلفه بإدارة شؤون البلاد، في حين يحتفظ رئيس الجمهورية بسلطة اتخاذ القرار في قضايا السياسة الخارجية.
و تنقسم البلاد إلى ست محافظات، يحكم كلا منها مجلس محلي، و تعتبر المحكمة العليا أعلى سلطة قضائية بالبلاد و يعين البرلمان قضاتها، و يعمل بالقوات المسلحة 9,000 رجل.
السكان
يشكل المقدونيون السّلافيون ثلثي السكان، و الألبان نحو خمسهم في غربي مقدونيا، ثم أقليات من الأتراك و الصّرب و الغجر.
يعتنق أغلب المقدونيين و الصرب النصرانية على المذهب الأورثودكسي، بينما يعتنق الألبان و الأتراك الدين الإسلامي.
تبلغ نسبة الأمية بين السكان 10% فقط، و يبدأ التعليم الإلزامي للأطفال في سنّ السابعة، و يستمر لثماني سنوات، و يشمل النظام التعليمي عدداً من المعاهد العليا، فضلاً عن جامعة سكوبيه.
مقدونيا الخارطة السياسية
السطح و المناخ
تشغل الجبال و التلال معظم أراضي مقدونيا، و تصل بعض القِمَم إلى أكثر من 2,500 م، و منها جبل كوربيت الذي يعلو 2,751 م على الحدود الغربية للبلاد، و تنتشر بين هذه المرتفعات أراضٍ هَضَبية، على مناسيب تتراوح بين 600 و 900 م ، و تنمو غاباتٌ من الصّنوبر و البلّوط والزّان في كثير من البقاع، خاصةً في الغرب، و ينبع نهر فاردار، أكبر أنهار مقدونيا، من المرتفعات الشمالية الغربية، مخترقاً أواسط البلاد و جنوبيها.
يشتد البرد و نوبات التجمّد شتاءً، و تعتدل حرارة الصيف في الأودية الجبلية، في حين تظلّ المناطق العالية باردة، و تبلغ معدلات الحرارة في سكوبيه درجة مئوية واحدة في يناير، ترتفع إلى 24°م في يوليو، أما مُعدّل الأمطار بالمدينة فهو نحو 55 سم سنويًا.
الإقتصاد
تملك الدولة معظم وسائل الإنتاج، و تبلغ نسبة العاملين في الصناعة 40%، و في الزراعة 10%، و تُوَظِف الخدمات كالصحة و التعليم و دوائر الحكومة 50%.
تصنع مقدونيا الإسمنت و الحديد و الفولاذ و الثلاجات و التبغ و المنسوجات، و تستخرج خامات الكروم و الحديد و النحاس و المنغنيز و اليورانيوم و الرصاص و الزنك.
أما المنتجات الزراعية فتشمل القطن و الذّرة الشامية و القمح و التبغ و الفواكه، كما يُرَبّي المزارعون الأغنام و الدواجن و الماشية و الخنازير، تنتج مقدونيا الأخشاب بالمناطق الريفية، و ترتبط بكل من يوغوسلافيا و اليونان بالسكك الحديدية، كما توجد شبكة من الطرق البرية بين المدن، و هناك مطاران، أحدهما في العاصمة سكوبيه و الآخر في مدينة أوهريد.
نبذة تاريخية
إرتبط تاريخ هذه المنطقة التي كانت تعرف بإسم جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية حتى أوائل القرن العشرين بمنطقة تاريخية عرفت بإسم مقدونيا أيضًا، و قد شملت منطقة مقدونيا التاريخية أجزاء من شمال اليونان و جنوب غرب بلغاريا و مقدونيا الحالية، و لم ترسم حدود مقدونيا تحديدًا واضحًا حتى تسعينيات القرن العشرين.
كانت بلاد مقدونيا، في العصور القديمة، بلادًا قوية، و ذلك عندما قام زعيمها الإسكندر الأكبر بالإستيلاء على أراضٍ كثيرة في آسيا و إستطاع أن ينشر الثقافة المقدونية و الإغريقية في سائر أنحاء إمبراطوريته.
ترجع أقدم المستوطنات البشرية في مقدونيا لسنة 6200 ق.م، و قد توالى على حكم البلاد عدد من الملوك، من أسرة أرجياد الحاكمة حوالي 650 ق.م، فوسّعوا رقعة مملكتهم في أواسط اليونان، بل إن الإمبراطورية ٱمتدت على يد الإسكندر الأكبر، فشملت بلادًا واسعة ما بين البحر المتوسط و الهند.
تفتّتت إمبراطورية الإسكندر بوفاته في عام 323 ق.م، فآلت مقدونيا لحكم الرومان في عام 240 ق.م، و من بعدهم صارت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية، ثم خضع الإقليم لحكم الصّرب في بداية القرن الرابع عشر الميلادي، و لم يستمر طويلاً إذ إستولى العثمانيون على البلاد عام 1371 م، و إستمر حكمهم خمسمائة عام.
إنهارت الدولة العثمانية نحو نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، و عقب حرب البلقان الثانية سنة 1913 م، إقتسمت كلٌّ من صربيا و اليونان و بلغاريا الأراضي المقدونية، و أصبحت الأجزاء الصربية من تلك البلاد جمهورية في الإتحاد اليوغوسلافي السابق في عام 1946 م، و ظلت هكذا إلى أن إستقلت في عام 1991 م بعد إعلان كرواتيا و سلوفينيا إستقلالهما عن الإتحاد اليوغوسلافي.
ٱعترفت أغلب الدول الأوروبية و الولايات المتحدة بإستقلال سلوفينيا و كرواتيا، و لكن إعتراض اليونان على إستخدام كلمة مقدونيا بإعتبارها كلمة يونانية جعل كثيرًا من الدول لا يعترفون بمقدونيا دولة مستقلة، فقد خشيت اليونان أن تبسط الدولة الجديدة يدها على منطقة مقدونيا اليونانية في شمالي البلاد، و لما لم تنل مقدونيا إعترافًا واسعًا، فقد تعذّر إنضمامها إلى المنظمات الدولية و الإستفادة من المساعدات الإقتصادية، و في عام 1993 م إنضمت مقدونيا إلى الأمم المتحدة تحت إسم مؤقت هو جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة، فإعترف بها كثير من الدول الأوروبية.
و في فبراير 2001 م، خاض مقاتلو جيش التحرير الوطني الألباني حملةً مُسلّحة ضد القوات الحكومية المقدونية، إلا أنهم وافقوا على تسليم أسلحتهم بعد تدخل قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أغسطس من العام نفسه.
و تعهدت الحكومة المقدونية بالمقابل، بإجراء تعديلات دستورية لتوسيع حقوق الأقلية الألبانية التي تشكل نحو ثلث سكان مقدونيا.