تلوّث البحيرات و الأنهار أو الإثراء الغذائي، عملية تؤثر في البحيرات و مسطحات الماء الأخرى، و أثناء تلوّث الماء (عدم صلاحيته للإستعمال) فإن نوعية الماء تتدهور حتى أنه يصبح غير صالح لإستخدام الإنسان.
و البحيرات و الأنهار تصبح كريهة الرائحة و لا يمكن أن تسمح لكثير من الأسماك و الحيوانات أن تعيش بها، و بعض البحيرات غير صالحة بطبيعتها، و خلال القرن العشرين تلوّثت بحيرات كثيرة و أنهار بفعل البشر.
كيف يصبح الماء غير صالح
تدعم مجموعات المياه الدورة الطبيعية لعمليات الحياة، و تُفَكّك بكتيريا التحلّل النفايات الجِسْمية للأسماك مُطلِقة مغذيات مثل ثاني أكسيد الكربون و النترات و الفوسفات، كما أن النباتات المائية الدقيقة المسماة بالطحالب تتغذى بهذه المغذيات، و تأكل الأسماك بدورها الطحالب.
و عندما تكون الدورة مُتّزِنة، يدعم كل عضو في الدورة الآخر، فالأسماك تحصل على الطعام و الأكسجين من النباتات، و البكتيريا تستخدم المواد العضوية الناتجة من الأسماك و الأكسجين من الطحالب، و تتغذى الطحالب بمنتجات التحلّل، و يَقْلِبُ الناس الميزان عندما يُلَوّثون الماء بالمغذيات الزائدة.
فالطحالب تصبح جيدة التغذية جدًا، و تنمو أسرع بحيث يعجز السمك عن أكلها.
و تنتشر طبقات كثيفة من الطحالب المسماة الكتلات الطُحْلُبية مسرعة على سطح الماء، و لا تستطيع الطبقات السفلى من الكتلات الطُحْلُبية أن تحصل على الضوء الذي تحتاجه من أجل التركيب الضوئي، و هذه الطحالب التي تموت بسرعة و تَبْلى، تستهلك كميات ضخمة من الأكسجين في الماء.
و عندما تقل كمية الأكسجين في الماء و تصبح غير كافية لإمداد الأسماك و حيوانات الماء الأخرى فإنها تموت، و عندما تَتحَلّل تستهلك أكسجين أكثر، و بدون الأكسجين فإن بكتيريا التحلّل لا يمكن أن تعمل أكثر من ذلك فتتجمع بقايا الرائحة، و تهبط الأسماك الميتة و النباتات و المواد التالفة الأخرى إلى قاع الماء و تُكوِّن طبقة من الطين الطري، و عندما يصبح طين القاع أكثر سُمكًا فإن البحيرة تنكمش بالتدريج، و في بعض الحالات قد تمتلئ بالطين و تتحول إلى مستنقع.
عدم صلاحية الماء للحياة
أصبح تلوث الماء و عدم صلاحيته للحياة مشكلة كبرى، فكثير من مادة التغذية الزائدة التي تدخل مُجَمّعات المياه و تسبب المشكلة تأتي من مصانع معالجة مياه الصرف، و يزيد إستعمال المُطَهّرات التي تحتوي على الفوسفات كميته التي تدخل الأنهار و البحيرات من خلال مياه الصرف.
و يغسل المطر النترات من الأسمدة بعيدًا عن المزارع و إلى البِرَك و الجَداوِل، و تدخل النترات الخارجة من أدخنة عوادم السيارات الماء أثناء المطر و الثلج، كما تُلقي المصانع بالنترات في مياه الفضلات.
و عدم صلاحية المياه للحياة مشكلة معقدة، و يمكن أن تُحَل فقط بجهود متعددة الجوانب، و يجب أن يجد الناس طُرُقًا لخفض التلوّث الذي يقلب الدورة الطبيعية في البحيرات والأنهار و تجمّعات المياه الأخرى.
أنظر أيضا:
التلوّث البيئي ؛ الطحالب ؛ عشب البحر الأسمر ؛ المدّ الأحمر ؛ العوالق المائية.