العُشْب البحريّ إسم يطلق تقريبًا على أي كائن بحري شبيه بالنبات و كبير إلى درجة أنه يمكن رؤيته بالعين المجردة، و يعرف العشب البحري بإسم الطُحْلُبْ البحري أيضاً، و قد يوجد العشب البحري نابتًا في أعماق الماء أو طافيًا على سطح البحر أو ملتصقًا بالصخور و الأرصفة البحرية أو ملقى على الساحل.
و كمعظم النباتات، يحتوي العشب البحري على خضاب أخضر (مادة ملونة) يسمى اليخضور (الكلوروفيل)، ويُمكِّن الكلوروفيل طحالب البحر من صنع غذائها بنفسها من خلال التركيب الضوئي، و هي عملية تَسْتخْدِمُ فيها النباتات و كائنات أخرى معينة الطاقة المستمدة من الشمس لتحويل ثاني أكسيد الكربون و الماء إلى سكر، و هذا السكر لا يساهم في النمو و التطور الذاتي للعشب البحري فحسب، بل يفيد غذاء للحيوانات التي تتغذى بالأعشاب البحرية.
و يساعد العشب البحري أيضًا على تزويد حيوانات البحر بالأكسجين الذي يتكوّن بوصفه أحد نواتج التركيب الضوئي، و بالإضافة إلى ذلك، فهناك العديد من الكائنات البحرية و أنواع متعددة من الأسماك التي تَجد في أعشاب البحار مأوى لها.
الأنواع
هناك حوالي 7000 نوع من الأعشاب البحرية، و كل هذه الأنواع كائنات بسيطة تُسمى الطحالب. أنظر : الطحالب.
و تفتقر الطحالب إلى جذور حقيقية و سيقان و أوراق و أزهار، لكن تركيبها الخاص يلائم الأعشاب البحرية في حياتها داخل البحر.
و يمتد وجود الطحالب البحرية من البحار القطبية إلى المناطق الإستوائية، و تنمو معظم الأنواع بالقرب من السواحل حيث تلتصق بالصخور و المحارات و قاع البحر، و للأعشاب البحرية جزء شبيه بالجذر يسمى المثبت، يثبت الأعشاب البحرية الأكبر حجمًا منها بالأشياء الصلبة و يمنعها من التعرض للإنجراف، و على عكس الجذر الحقيقي، فإن المثبت غير مهيأ لإمتصاص الماء و الأملاح.
و يمتد من المثبت جذع يمثل ساقًا و ورقة، و بإمكان جذوع العشب البحري اللينة المرنة التأرجح مع الماء دون أن تتمزق، و لبعض الأعشاب البحرية إنتفاخات مليئة بالهواء على جذورها، و هذه الإنتفاخات تحتفظ بالأوراق طافية.
و تنتمي الأعشاب البحرية إلى مجموعات الطحالب البنية و الحمراء و الخضراء، و تفضل معظم الطحالب البُنِّية المياه الباردة حيث تتمكن من النمو بدرجة كبيرة جدًا، فعلى سبيل المثال، عشب البحر الأسمر العملاق الموجود بعيدًا عن سواحل كاليفورنيا يبلغ أطوالاً قد تصل إلى 60م.
أما الطحلب البُنّيُّ المسمى عشب الخليج فيفضل المياه الدافئة، و ينمو عشب الخليج في كتل طافية ضخمة فوق مساحة من شمال المحيط الهادئ تعرف بإسم بحر سرجاسو.
و تنمو الطحالب الخضراء في المياه الدافئة و الباردة، و يوجد أكبر تنوع من هذه الطحالب الخضراء في المياه الإستوائية الضحلة، و معظمها ذات حجم صغير.
الإستخدامات
يؤدي مُسمى العشب البحري إلى فهم خاطئ مفاده أن هذه الكائنات ذات قيمة ضئيلة، و الواقع أن العديد من الأعشاب البحرية غنية بالفيتامينات و الأملاح و تؤكل في أنحاء متعددة من العالم.
فاليابانيون يأكلون عدة أنواع من العشب البحري، و في ويلز،
و يضيف المصنّعون هذه المواد إلى العديد من الأغذية و العقاقير لتعطيها تركيبًا ناعمًا و تساعدها على الإحتفاظ برطوبتها، و تستخدم المصانع أيضًا مادة الألجين في صناعة أصباغ الشفاه و الصابون و الأفلام الفوتوغرافية و البوية و الورنيش، و تستخدم الأجار وسط إستنبات، أي مكونًا أساسيًا لزرع البكتيريا في المختبرات العلمية.
أنظر أيضا : عشب البحر الأسمر ؛ الطحالب.