حرب طروادة أسطورة يونانية تُبرز الصراع الذي هزمت فيه بلاد الإغريق القديمة مدينة طروادة، و قد ألهمت هذه الأسطورة كثيراً من الأعمال الرائدة في مجال الأدب الكلاسيكي.
أصبحت بعض الحوادث التي وقعت أثناء أو بعد حرب طروادة موضوعاً لثلاثة أشعار ملحمية عظيمة و هي الإلياذة و الأوديسة المنسوبتان للشاعر الإغريقي هوميروس، إضافة إلى الإنيادة للشاعر الروماني فرجيل.
و قد تم تصوير أبطال و ضحايا هذه الحرب في أعمال تراجيدية إغريقية مثل أجاممنون للكاتب إسيلخيوس، و أياكس للكاتب سوفوكليس، و إمرأة طروادة للكاتب يوربيديس.
بداية الحرب
وفقًا للأساطير الإغريقية القديمة، نشبت حرب طروادة نتيجة لحادثة في وليمة عُرس بيليس ملك ثيسالي و ثيتس، وهي واحدة من إلاهات البحر، دُعي كل آلهة و إلاهات جبل أوليمبس ماعدا إيريس إلهة الخلاف مما أغاظها، و لذلك حاولت إثارة المشكلات في أوساط ضيوف وليمة العرس، أرسلت إيريس تفاحة ذهبية مكتوبًا عليها (لأكثرهن جمالاً) طالبت الإلاهات الثلاث، هيرا و أثينا و أفروديت بأحقية التفاحة، و هنا بدأ الشجار و إستطاع باريس إبن بريام ملك طروادة الحكم في ذلك النزاع و قدَّم التفاحة لأفروديت لأنها وعدته بهيلين أكثر النساء جمالاً في العالم.
حصار طروادة
حاصر الجيش الإغريقي مدينة طروادة مدة عشر سنوات و لكنه لم يستطع هزيمة المدينة، وصفت ملحمة الإلياذة بعض الحوادث التي وقعت أثناء السنة الأخيرة للصراع، شعر الإغريق بالضعف بعد أن غادر أخيل أشجع المحاربين أرض المعركة، و رفض القتال بعد أن أساء إليه القائد الإغريقي أجاممنون، و إستطاع الطرواديون بقيادة هيكتور طرد الإغريق إلى سفنهم، و أخيراً عاد أخيل إلى القتال بعد أن قتل هيكتور أعز أصدقائه باتروكلس، إستطاع أخيل قتل هيكتور ٱنتقامًا لمقتل صديقه باتروكلس.
تنتهي الإلياذة بجنازة هيكتور، و رَوَت الأساطير الإغريقية الحوادث التي تعاقبت بعد ذلك، و كما تذكر هذه الأساطير فإن الطرواديين قد تلقوا المساعدة من حلفائهم الأثيوبيين و جيش من المحاربات النساء يسمى الأمازونيات، إستطاع أخيل مساعدة الإغريق في هزيمة أعدائهم بقتل بنثيسليا ملكة الأمازونيات و ميمنون ملك الأثيوبيين، و أخيراً إستطاع باريس بمساعدة الإله أبولو قتل أخيل بطعنِه بسهم في الكعب.
سقوط طروادة
لقد وصِف سقوط طروادة في الملحمة التي تُدعى الإليادة، و تصف الإليادة كيف أن الإغريق قد بنوا حصاناً خشبياً ضخماً أصبح يعرف بإسم حصان طروادة، و وضعوه خارج أسوار طروادة، و إختبأ أوديسيوس و المحاربون الآخرون داخل الحصان بينما أبحرت بقية الجيش الإغريقي بعيداً.
حذّرت العرّافة كاسندرا و القسّ لاوكون الطرواديين من أخذ الحصان إلى داخل مدينتهم، و لكن السجين الإغريقي سينون إستطاع إقناعهم بأن الحصان مقدس، و سوف يجلب حماية الآلهة، و بعدها جر الطرواديون الحصان إلى داخل مدينتهم، و في تلك الليلة غلبهم النعاس و ناموا بعد الإحتفال بإنتصارهم الظاهري، إستطاع أوديسيوس و زملاؤه التسلّل من الحصان و فتح أبواب المدينة لبقية المحاربين الذين عادوا من جزيرة قريبة.
إسترجع الإغريق هيلين و ذبحوا جميع سكان طروادة تقريبًا و أحرقوا المدينة، و تشير ملحمة الإليادة إلى نجاة بعض الطرواديين و من ضمنهم المحارب إينياس الذي أسس أحفاده مدينة روما.
أنظر أيضا : الأوديسة ؛ الإلياذة ؛ هوميروس .