الصحة حالة الإنسان الخالية من الأمراض، كما تعني الراحة البدنية و العقلية و الاجتماعية، و الإنسان الصحيح هو الذي يشعر بالسلامة البدنية، و ذو نظرة واقعية للحياة، و يتعامل مع غيره من الناس بصورة جيدة.
و تساعد الصحة الجيدة الناس على الاستمتاع بالحياة و تُهيء لهم الفرص للوصول إلى أهدافهم في الحياة بصورة كاملة.
لكي يدرك الناس الصحة الجيدة و يحافظوا عليها يجب عليهم الإلمام بمعلومات أساسية عن الجسم و كيفية عمله وأدائه لوظائفه المختلفة، و بذلك يمكنهم معرفة مايضر صحتهم و ما لا يضرها.
و لهذا يجب أن تكون المعرفة بالصحة جُزءاً لا يتجزأ من تعليم الإنسان.
و تساعد المعرفة بشؤون الصحة و عادات المعيشة الصحيحة الإنسان في الاحتفاظ بصحة جيدة، و تعمل على تحسين نوعية الحياة.
ينتفع المجتمع بصورة عامة من الصحة الجيدة للناس، كما ينتفع بها أيّ فرد منه، و لهذا تسعى الحكومات و الوكالات التطوعية للمحافظة على تحسين صحة الناس جميعًا.
فمثلاً تعمل منظمة الصحة العالمية ـ إحدى منظمات الأمم المتحدة ـ من أجل الرقي بالصحة في كل أنحاء العالم.
عناصر الصحة البدنية
تتطلب المحافظة على الصحة البدنية عمل جميع أجزاء الجسم سَوِّيا بصورة جيدة، و يمتلك الإنسان ذو الصحة البدنية الجيدة العزم و القوة و الطاقة للاستمتاع بالحياة، و القدرة على تحمّل ضغوطها اليومية.
تشمل ضروريات الحياة الصحية الجيدة التغذية الجيدة و الرياضة و الراحة و النوم و النظافة و الاعتناء بصحة الجسم و الأسنان.
التغذية
- السُكريات
- الدهون
- البُرُوتينات
- الفيتامينات
- المعادن
يحتوي الغذاء المتكامل على أنواع متعددة من الأغذية مثل: الفواكه و الخضراوات و الحبوب و اللحوم و الألبان.
و تمد الفواكه و الخضراوات الجسم بالفيتامينات و المعادن المهمة، و يُعدّ اللحم و الدواجن و الأسماك و البيض و منتجات الألبان و المكسرات من المصادر الغنية بالبرُوتينات.
و يمد الخبز و الحبوب و البطاطس الجسم بالسُكريات، بالإضافة إلى الفيتامينات و المعادن.
تتضمن التغذية الجيدة تناول كميات متناسبة من الأغذية يوميًا لتجنب حدوث السّمنة (البدانة) و تؤدّي زيادة الوزن إلى تعرض القلب للإجهاد و إلى زيادة قابلية الإنسان لمرض البول السكري و بعض أمراض القلب، و لهذا يلجأ الكثير من الناس لإتباع عدّة طرق لإنقاص الوزن منها تناول بعض الأغذية المخفِّضة للوزن.
و لكن تجدر ملاحظة خطورة مثل هذه الأغذية على الجسم، و خصوصًا إذا ما ٱستمرت لفترات طويلة.
فالطريقة الصحيحة لإنقاص الوزن هي إستشارة الطبيب المعالج و ٱتباع ما ينصح به من برامج لإنقاص الوزن مثل أداء بعض التمارين الرياضية اليومية، و تناول عدد محدود من السُعرات الحرارية.
الرياضة البدنية
تساعد الرياضة على جعل الجسم صحيحًا و سليمًا، و تساعد التمارين الرياضية الشاقة على تقوية عضلات الجسم، و تحسين وظائف جهاز التنفس و القلب و الدورة الدموية، و يفيد الجسم االسليم الصحة الجسدية و العقلية، و يساعد الإنسان على تحمل المشاق و الإجهاد مما يقلل من حدوث بعض المشاكل البدنية و الإضطرابات الإنفعالية.
لكي يحظى الإنسان بالصحة البدنية الممتازة، عليه بدء برامجه الرياضية ببطء، و الإستمرار فيها بصورة تدريجية للوصول إلى ذلك المستوى الذي يحافظ على سلامة القلب و قوة العضلات.
و تمنح التمارين الرياضية اليومية الجسم العديد من الفوائد، و لذلك يجب العناية بإختيار التمارين اليومية.
و يُعدُّ العَدْو الوئيد و ركوب الدراجات و السباحة و الهرولة من النشاطات الرياضية الشائعة لبناء جسم صحيح سليم.
كما أن المشاركة في تمارين التنس و الجولف و غيرهما من الألعاب مرة أو مرتين فقط في الأسبوع تساعد على بناء جسم صحيح معافى.
الراحة و النوم
تساعد كل من الراحة و النوم الجسم للتغلب على التعب و تجديد نشاطه و حيويته و قوته، و يختلف مقدار الإحتياج للراحة و النوم من إنسان إلى آخر، فينام الكبار ليلاً ما بين سبع و ثماني ساعات، و منهم من يحتاج لفترات أطول أو أقصر من ذلك، و ينام الصغار لفترات أطول ليلا،ً إضافة إلى بعض الهجعات و الغفوات النهارية.
يشعر كل الناس تقريبًا بصعوبة في بدء النوم، و لكن تجدر ملاحظة أن الأرق ـ عدم القدرة على النوم بصورة طبيعية ـ المتكرر يشير إلى بعض الإضطرابات البدنية و الإنفعالية، و لذلك يجب إستشارة أحد الأطباء.
يتناول بعض الناس أقراصًا منومة للتغلب على الأرق، و لكن يجب عدم تعاطي مثل هذه الأدوية دون وصفة طبية من طبيب.
يحتاج الجسم إلى الراحة و الإسترخاء كإحتياجه للنوم، و يحتاج الإنسان لفترة راحة كاملة بعد كل تمرين رياضي أو عمل شاق و منهك، أما في الحالات الأخرى فيكفي الإسترخاء أو تغيير موقع العمل.
و يُعَدُّ أي نشاط مخالف للدراسة و الأعمال الروتينية نوعًا من أنواع الإسترخاء.
و تساعد النشاطات المُبهجة و المؤدية لإسترخاء الجسم في تقويته و التخلص من التوتر، مالم تكن هنالك بعض الإضطرابات البدنية و الإنفعالية.
النظافة
تحدُّ النظافة من نمو البكتيريا و الجراثيم المسببة للأمراض عند الإنسان، و يساعد الحَمّام اليومي على بقاء الجسم خاليًا من الأوساخ و الروائح المختلفة، و على منع الأمراض الجلدية التي قد تنتج من نمو و تكاثر البكتيريا على الجلد، و ينبغي غسل الشعر يوميًّا.
و تشمل النظافة أيضًا الإعتناء بالأسنان يوميًا و ذلك بتنظيفها بالفرشاة و المعجون، و ٱستخدام خيوط تسليك الأسنان مما يمنع تسوسها و نخرها أو حدوث أمراض للّثة.
العناية الطبية و صحة الأسنان
تُعدُّ مراجعة الطبيب و طبيب الأسنان و الفحص الطبي المنتظم من أهم العوامل للمحافظة على الصحة البدنية الجيدة.
و على الناس مراجعة الطبيب للحصول على الرعاية الطبية اللازمة عند الشعور بأي مرض، فالإعتناء المُبكِّر بالمريض يساعد على الشفاء المُبَكًر.
و على الإنسان العاقل ألا يداوم على علاج نفسه بنفسه لأكثر من يوم أو يومين إلا إذا ظهر تحسن في حالته المرضية.
و تُعدُّ الوقاية من الأمراض من أخص إهتمامات الرعاية الطبية الكاملة، و يجب على الوالدين تحصين الأبناء ضد أمراض الدفتريا و الحصبة الألمانية و الحصبة و النُكاف، إلتهاب الغدة النكفية، و شلل الأطفال و الكُزاز و السُعال الديكي.
عناصر الصحة العقلية
ترتبط الصحة البدنية بالصحة العقلية، و تؤدي الأخيرة دورًا مهمًا في كيفية شعور و إحساس الإنسان و تصرفه و سلوكه في الحياة.
و الإنسان صحيح الإنفعال يتقبَّل نفسه بكل نقاط ضعفها و قوتها، و يعي واقعه و يقاوم الإجهاد و الضغوط الخارجية و الفشل و الخيبة و الإحباط، و يتصرف بإستقلالية و تعقّل دون التأثر بالمؤثرات الخارجية، و يهتم ٱهتمامًا صادقًا و حقيقيًا بغيره من الناس.
النمو الإنفعالي
تتأثر صحة الإنسان العقلية بالتجارب التي مرَّ بها خلال طفولته على مدى الحياة، فعندما يكون طفلاً رضيعًا يعتمد على والديه في شؤون حياته اليومية، و يستمر معتمدًا على والديه عددًا من السنين.
و بمرور الوقت يكبر و يتعلم كيفية تنفيذ أموره و متطلباته الخاصة بنفسه، و خلال هذه المرحلة ينضج و يكتسب العلم و الخبرات اللازمة لمجابهة مصاعب الحياة و المحافظة على صحته العقلية.
تتغير الصحة العقلية للإنسان من وقت لآخر و ذلك لأن النمو الإنفعالي لا ينتهي بمجرد وصول الشخص إلى مرحلة البلوغ و سن الرشد.
و لذلك يتأثر الإنسان بالظروف و الأحوال المحيطة به التي تَسُرَّه أو تؤلمه.
التصرف مع الضغوط النفسية أو الإجهاد
لتجنب حدوث الأمراض العقلية و البدنية، يجب على الإنسان التصرف و معالجة ما يلم به من ضغوط نفسيّة.
و يُعَدُّ الشعور بالضغوط النفسية رد فعل لما يتعرض له البدن من تحديات و أحوال غير مألوفة، و تأتي الضغوط النفسيّة نتيجة لما يحدث للناس من مصائب، مثل فقدان حبيب أو قريب أو وظيفة أو نتيجة لطلاق الزوجين، و قد يحدث الضغط النفسي و الضيق في بعض حالات المسرة عند مشاهدة مباراة في كرة القدم و هزيمة فريق للمشاهد.
و يساعد الضغط النفسي على ظهور بعض الأمراض البسيطة مثل السُعال و الصداع و الطفح، و لكن الضغط النفسي الشديد المستمر يؤدّي إلى ظهور بعض الأمراض الخطيرة مثل ٱرتفاع ضغط الدم و القُرحات المَعِدية.
لا يمكن للإنسان تجنب الضغط النفسي أو الضغوط كليةً، و لكن في مقدوره أن يخفف من مخاطر الأمراض الناتجة عنهما.
و لمقاومة تأثيرات الضغط النفسي على الإنسان أن يقوم بتقوية بدنه بالتمارين الرياضية، و النوم لفترات كافية، و الإسترخاء بالراحة و المشي و التأمل و التدبر و الإنشغال ببعض الهوايات أو بأي طريقة أخرى مفيدة.
العلاقات الإجتماعية
تتأثر الصحة العقلية بالعلاقات الاجتماعية للإنسان، و تُهيء العلاقات الشخصية الحميمة مع الأصدقاء و الأقارب فرصًا كبيرة للإتصال و المشاركة و المساهمة في شؤون الحياة المختلفة، و هي تساعد أيضًا على النمو الإنفعالي و على منح الإنسان القوة و الدعم للتغلب على الصعاب و المشاكل الشخصية و معظم تحديات الحياة.
مخاطر الصحة
تغيرت نوعية المشاكل الصحية في الأقطار الصناعية خلال القرن العشرين بصورة كبيرة، ففي الماضي مات كثير من الناس بسبب بعض الأمراض المعدية مثل الديفتيريا و الإلتهاب الرئوي، و التي لا تُعدُّ سببًا رئيسيًا للموت في هذه الأيام.
فقد ساعدت البرامج الصحية المتطورة و برامج التحصين و المضادات الحيوية على الحدِّ من أخطار هذه الأمراض.
و لذلك ٱتجه ٱهتمام أختصاصيو الصحة بالأمراض المتعلقة بالكهولة و الشيخوخة و المخاطر البيئية و أنماط الحياة غير الصحية.
التدخين و الكحول و سوء إستخدام العقاقير
يُعدُّ التدخين من أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالأمراض و الموت المبكر، و تشير الإحصاءات إلى أن نسبة الإصابة بأمراض القلب و الرئتين و السرطان في المدخنين تفوق تلك الملاحظة في غير المدخنين.
و يلجأ بعض الناس إلى تعاطي الأدوية من أجل حل بعض مشاكلهم أو لزيادة يقظتهم و نشاطهم و ثقتهم بأنفسهم، أو لتحسين مزاجهم.
و لكن تعاطي الكُحول و المخدرات و المهدّئات تؤدي إلى ظهور تأثيرات سيئة في البدن و إلى إدمان هذه العقاقير.
فبعض الناس يعانون من الإعتماد النفسي على بعض العقاقير و بعض المهدئات.
و معظمهم لا يهتمون بصحتهم و غذائهم، و كذلك فإن الكثير من هذه الأدوية تؤثر في قدرة الإنسان على إصدار الأحكام و ٱتخاذ القرارات، و من ثَمَّ تؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية.
الكُحول من أكثر العقاقير التي يُساء ٱستخدامها في العالم الغربي، فعشر من يتعاطونها مدمنون لها، و حتى الآن لا يوجد علاج جذري لإدمان الكحول، و لكن يمكن للمرء أن يستعيد صحته و نشاطه و قدرته على الإنتاج إذا توقف تمامًا عن تعاطي الكحول.
مخاطر الصحة البيئية
تسبب التقنية الحديثة الكثير من مخاطر الصحة البيئية، فمثلاً يؤدّي تلوث الهواء إلى إستفحال الداء في حالات مرضى الجهاز التنفسي، مثل مرض الربو و الإلتهاب الشُعبي.
و تساعد على الإصابة بمرض السرطان و ٱنتفاخ الرئة، و يؤدّي ٱستخدام مُبيدات الحشرات و مخلفات الصناعات إلى تلوّث الأغذية و إمدادات الماء، و إضافة لهذا تؤدي الضوضاء الشديدة المنبعثة من الطائرات و المشاريع الإنشائية و المصانع إلى فقدان السمع و حدوث بعض الأضرار الإنفعالية و العاطفية.
مخاطر الصحة المهنية
تهدد المخاطر المهنية صحة الكثير من العمال، فبعض المواد المستخدمة لأداء بعض الأعمال تسبب أمراضًا و عللاً لا تظهر إلا بعد مرور سنين من التعرض لها.
فمثلاً يصاب بعض عمال مناجم الفحم الحجري بمرض الرئة الغباري بسبب ٱستنشاقهم المستمر لغبار الفحم الحجري.
و كذلك يسبب ٱستنشاق غبار الأسبستوس و غبار القطن الكثير من أمراض الرئة.
و كذلك تسبب بعض المواد الكيميائية المستخدمة في الصناعة كالزرنيخ و كلوريد الفينيل مرض السرطان، و يتعرض العاملون في أجهزة الأشعة السينية و الإشعاعات الأخرى إلى مخاطر صحية كبيرة مالم تتخذ الإحتياطات الصحيحة لتفادي مثل هذه الأضرار.
الصحة العامة
تتضمن الصحة العامة كل الأعمال و الإجراءات التي تُتخذ لتحسين صحة المجتمع و المحافظة عليها، و تقدّم البرامج الصحية الحكومية معظم الخدمات الصحية العمومية، و إضافة لهذا تتلقى بعض الوكالات الصحية الطوعية مساهمات و منحًا و تبرعات و هبات لمكافحة أمراض بعينها مثل السرطان، و الأمراض الرئوية.
و تتكفل هذه الوكالات بتقديم بعض الخدمات الطبية و تحث على وضع القوانين الصحية و تساهم بصورة فعالة في نشر الثقافة الصحية.
كما تقدم الدوائر و المصالح الصحية في كثير من الأقطار خدمات متنوعة للأفراد مثل التحكم في الأمراض و الوقاية منها، و ذلك بتحسين صحة البيئة و القيام بتنفيذ برامج التحصين و مراقبة الإلتزام بقوانين و نظم الحجر الصحي، و تنفيذها و تقديم الثقافة الصحية و نشرها في المجتمعات.
لان الصحة تاج على الرؤوس موضوع دسم وممتع واكثر من ذلك مفيد شكرا لك استاذ حمود مزيدا من التوفيق والتألق
ردحذف😊😊😊🌹🌺🪴
حذف