عقول من النوع السنجابي !!!

القناعة كنز لا يفنى

عقول من النوع السنجابي !!!

جاء في حِكَم و قِصص الصين القديمة أن ملكاً أراد أن يكافئ أحد مُواطِنيه فقال له‏:‏ إمتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا علي قدميك‏..‏.فرح الرجل و شرع يزرع الأرض مسرعاً و مهرولاً في جنون‏..‏.سار مسافة طويلة فتعب و فكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها‏..‏ و لكنه غير رأيه و قرر مواصلة السير ليحصل على المزيد...

عقول من النوع السنجابي !!!

سار مسافات أطول و أطول و فكر في أن يعود للملك مكتفياً بما وصل إليه‏..‏.لكنه تردد مرة أخرى و قرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد و المزيد‏..‏ ظل الرجل يسير و يسير و لم يعد أبداً‏..‏.فقد ضل طريقه و ضاع في الحياة، و يقال إنه وقع صريعاً من جراء الإنهاك الشديد‏..‏.لم يمتلك شيئا و لم يشعر بالإكتفاء و السعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية (القناعة)‏.‏

ما معنى النجاح الكافي ؟؟؟

النجاح الكافي صيحة أطلقها لوراناش و هوارد ستيفنسون‏..‏ يحذر فيها من النجاح الزائف المراوغ الذي يفترس عمر الإنسان فيظل متعطشا للمزيد دون أن يشعر بالإرتواء‏..‏ من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب و يقاوم الشهرة و الأضواء و الثروة و الجاه و السلطان‏؟

لا سقف للطموحات في هذه الدنيا‏..‏.فعليك أن تختار ما يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر‏..‏.و نواصل الإرسال بعد الفاصل‏..‏.بعد فاصل من التأمل يتم فيه إعادة ترتيب أولويات المخطط‏..‏

مِصْيدةُ الطّموح

الطموح مصيدة‏..‏.تتصور إنك تصطاده‏..‏.فإذا بك أنت الصيد الثمين‏..‏.لا تصدق؟‏!..‏ إليك هذه القصة‏..

‏ذهب صديقان يصطادان الأسماك فٱصطاد أحدهما سمكة كبيرة فوضعها في حقيبته و نهض لينصرف‏..‏.فسأله الآخر‏:‏ إلي أين تذهب؟‏!..‏ فأجابه الصديق‏:‏ إلي البيت‏ لقد ٱصطدت سمكة كبيرة جداً تكفيني‏..‏.فرد الرجل‏:‏ ٱنتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي‏..‏.فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل ذلك؟‏!..‏ فرد الرجل‏..‏.عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها‏..‏

فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل هذا؟‏..‏ قال له كي تحصل علي المزيد من المال‏..‏.فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل ذلك؟‏ فرد الرجل‏:‏ يمكنك أن تدخره و تزيد من رصيدك في البنك‏..‏.فسأله‏:‏ و لماذا أفعل ذلك؟ فرد الرجل‏:‏ لكي تصبح ثريا‏..‏.فسأله الصديق‏:‏ و ماذا سأفعل بالثراء ؟‏!‏

فرد الرجل تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك و زوجتك‏..‏فقال له الصديق العاقل‏ هذا هو بالضبط ما أفعله الآن و لا أريد تأجيله حتى أكبر و يضيع العمر‏..‏.رجل عاقل‏..‏ أليس كذلك‏!!‏

يقولون المستقبل من نصيب أصحاب الأسئلة الصعبة، و لكن الإنسان كما يقول فنس بوسنت أصبح في هذا العالم مثل النملة التي تركب على ظهر الفيل‏..‏.تتجه شرقا بينما هو يتجه غربا‏..‏.فيصبح من المستحيل أن تصل إلى ما تريد‏..‏.لماذا؟ لأن عقل الإنسان الواعي يفكر بألفين فقط من الخلايا، أما عقله الباطن فيفكر بأربعة ملايين خلية‏.‏

و هكذا يعيش الإنسان معركتين‏..‏.معركة مع نفسه و مع العالم المتغير المتوحش‏..‏.و لا يستطيع أن يصل إلي سر السعادة أبدا‏.‏

التاجر الحكيم

يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم‏..‏ مشى الفتى أربعين يوماً حتى وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل‏..‏ و فيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه‏..‏ و عندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيراً من الناس‏..‏

ٱنتظر الشاب ساعتين حين يحين دوره‏..‏ أنصت الحكيم بإنتباه إلي الشاب ثم قال له‏:‏ الوقت لا يتسع الآن و طلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر و يعود لمقابلته بعد ساعتين‏..‏.و أضاف الحكيم و هو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت‏:‏ أمسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك و حاذر أن ينسكب منها الزيت‏.

أخذ الفتى يصعد سلالم القصر و يهبط مثبتا عينيه علي الملعقة‏..‏.ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله‏:‏ هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟‏..‏.الحديقة الجميلة؟‏..‏.و هل ٱستوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟‏..‏ ٱرتبك الفتى و ٱعترف له بأنه لم ير شيئاً، فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة‏..‏

فقال الحكيم‏:‏ إرجع و تعرف علي معالم القصر‏..‏ فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه‏..‏ عاد الفتى يتجول في القصر منتبهاً إلى الروائع الفنية المعلقة علي الجدران‏..‏ شاهد الحديقة و الزهور الجميلة‏..‏ و عندما رجع إلي الحكيم قصّ عليه بالتفصيل ما رأى‏..‏

فسأله الحكيم‏:‏ و لكن أين قطرتي الزيت اللّتان عهدت بهما إليك؟‏..‏ نظر الفتى إلي الملعقة فلاحظ أنهما ٱنسكبتا‏..‏ فقال له الحكيم‏:‏ تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن ترى روائع الدنيا و تستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت‏.‏

فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء، و قطرتا الزيت هما الستر و الصحة‏..‏ فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة‏.‏

يقول إدوارد دي بونو أفضل تعريف للتعاسة هو أنها تمثل الفجوة بين قدراتنا و توقعاتنا‏..‏

إننا نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب‏..‏ فالسناجب تفتقر إلي القدرة على التنظيم رغم نشاطها و حيَوِيَّتها‏..‏ فهي تقضي عمرها في قطف و تخزين ثمار البندق بكميات أكبر بكثير من قدر حاجتها.

MADOX24

مبرمج في الإعلام الآلي و مطوّر تطبيقات، ناشر و مدوّن مقالات.

2 تعليقات

للمزيد من المعلومات حول المُدوَّنة أو المواضيع المنشورة، أو أي إستفسار يرجى الإتصال بنا على مواقع التواصل الإجتماعي، أو عن طريق البريد الإلكتروني على العنوان التالي :

[email protected]

أحدث أقدم

متابعينا على بلوجر

تابعنا على بلوجر ليصلك جديدنا

 

نموذج الاتصال