نعمة الحكمة
،، بسم الله الرحمن الرحيم ،،
" وَ مَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرا "
القصة أن شيخاً كان يعيش فوق تل من التّلالِ، و يملك جواداً وحيداً مُحبّباً إليه فَفرَّ جواده، و جاء إليه جيرانه يُواسونه لهذا الحظ العاثر فأجابهم بلا حزن، و ما أدراكم أنه حظٌ عاثر ؟! 🤔
و بعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البريّة، فجاء إليه جيرانه يُهنِّئونه على هذا الحظ السعيد، فأجابهم بلا تَهلُّلٍ، و ما أدراكم أنه حظٌ سعيد 😳
و لم تمضي أيام حتى كان إبنه الشاب يُدرِّب أحد هذه الخيول البَريّة، فسقط من فوقه و كُسِرَت ساقه و جاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السّيء، فأجابهم بلا هلع و ما أدراكم أنه حظّ سيّء ؟!!!
و بعد أسابيع قليلة أُعلِنَت الحرب، و جُنّد شباب القرية و أعفت إبن الشّيخ من القتال لكسر ساقه، فمات في الحرب شبابٌ كثر.
و هكذا ظلّ الحظّ العاثر يمهّد لحظ سعيد، و الحظ السعيد يمهد لحظ عاثر إلى ما لا نهاية في القصة، و ليست في القصة فقط بل و في الحياة لحد بعيد.
فأهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم، لأنهم لا يعرفون على وجه اليقين إن كان فواته شراً خالصاً أم خيراً خفياً أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر، و لا يغالون أيضاً في الإبتهاج لنفس السبب، و يشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم و يفرحون بإعتدال، و يحزنون على مافاتهم بصبر و تجمّل.
و هؤلاء هم السعداء، فإن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم ( الرّضى بالقضاء و القدر )، و يتقبّل الأقدار بمرونة و إيمان، لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظّه سعيد، فقد تكون السعادة طريقًا إلى الشقاء و العكس بالعكس.
Tags
ترفيه
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
ردحذف