الرضيع و كيفية التعامل معه و طريقة إطعامه

الرضيع إسم يُطلق على الطفل حتى الشهر الثامن عشر من عمره، ولا بد من القول أن جل الناس يحبون الأطفال، فهم يكثرون الحديث عنهم أكثر من أي موضوع آخر، و يتخذونهم موضوعًا لأغلب الصور الفوتوغرافيّة التي يلتقطونها، و لطالما تغنّى الشعراء بالأطفال، و صوّرهم الرسامون نماذج للبراءة، غير أن بعض الناس في معظم مراحل التاريخ تعودوا على فقدان العدد الأكبر من الأطفال قبل أن يتموا العام الأول من أعمارهم بسبب المرض أو الجوع.

الرضيع و كيفية التعامل معه و طريقة إطعامه

ولكن وفيات الأطفال (عدد الذين يموتون من الأطفال) إنخفضت انخفاضًا حادًا في العديد من البلدان في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، بفضل أسباب التقدم الذي تم تحقيقه في مجال الطب والصحة العامة وإنتاج الأغذية.

و قد تحقق معظم هذا التقدم في البلدان الصناعية، خاصة أستراليا وكندا واليابان ونيوزيلندا والولايات المتحدة ومعظم أقطار أوروبا، إذ انخفض حاليًا عدد الأطفال الذين يموتون في هذه البلدان قبل إتمامهم السنة الأولى من العمر، إلى أقل من 2% من عدد المواليد.

غير أن مسيرة هذا التقدم كانت أبطأ في البلدان غير الصناعية، في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، إذ يموت في بعض بلدان آسيا وإفريقيا أكثر من 20% من مجموع الأطفال قبل بلوغهم السنة الأولى من العمر.

و المواليد الجدد مخلوقات لا حول لها ولا قوة؛ فهم عاجزون عن الجلوس، والتقلب من جانب لآخر، وعن الكلام وعن تناول طعامهم بأنفسهم.

و البكاء وسيلتهم الوحيدة لإبلاغ الآخرين بأنهم يعانون من الجوع أو الإنزعاج أو الألم.

إلا أنهم يتعلمون تدريجيًا كيف يلبون بعض احتياجاتهم بأنفسهم إذا ما تلقوا عناية حسنة.

فلدى بلوغ الطفل الشهر الثـامن عـشر مـن عمره يكون قــادرًا في الغالب، على المشي والركض دون مساعدة، وعلى تناول طعامه بنفسه، وممارسة بعض الألعاب البسيطة، والتلفظ بكلمات وعبـارات قليلـة، وحيـنذاك لا يُعـدُّ رضيعًا.

تتناول هذه المقالة سمات النمو و التطور لدى الأطفال منذ مراحل الحمل و طوال فترة الرضاعة، كما تناقش العناية بالطفل.

قبل الولادة 


لابد من اتحاد نطفة الأب مع بيضة الأم لكي يتكون الجنين. يسمّى هذا الاتحاد بين النطفة والبيضة بعملية الإخصاب أو التلقيح، وينتج عنها خلية واحدة تسمى البيضة المخصبة (الملقحة)، و ما تلبث هذه البيضة الملقّحة أن تخضع لسلسلة من التغيرات الهائلة لتنمو و تصبح جنينا.

ينمو الجنين داخل الرحم، وهو عضو عضلي مجوف، داخل بطن الأم. وتستغرق عملية النّمو داخل الرحم فترة تسعة أشهر في أغلب الأحيان.

و خلال هذه الفترة يكون نمو الطفل أسرع من أي فترة من الفترات التي يمر بها بعد ولادته.

و لا يزيد حجم البيضة الملقّحة عن حجم حبة الرمل، ومع ذلك فهي تحوي مخططًا كاملاً لنمو وتطور كائن حي جديد. ويتألف المخطط من ست وأربعين بنية (مركبًا) تسمّى الصبغيات (الكروموزومات)، نصفها يأتي من بيضة الأم والنصف الآخر من نطفة الأب.

و تحمل هذه الصّبغيات كل الصفات التي يرثها الأطفال عن آبائهم وأمهاتهم، و تشمل هذه الصفات البنية العامّة للجسم، ولون العينين والشعر، وغير ذلك من السمات البدنية، إضافة إلى القدرات الذهنية.

مراحل نمو الطفل 


يمرّ الجنين بمرحلتين من مراحل النمو قبل ولادته. تمتد الأولى فترة شهرين يُطلق خلالها على الجنين اسم المضغة، بينما يطلق عليه في المرحلة الثانية التي تستمر حوالي سبعة أشهر اسم الجنين، ويتم النمو خلال هاتين المرحلتين عن طريق انقسام الخلايا.

يحدث الانقسام الأول للخلية حين تنقسم البيضة الملقّحة إلى قسمين.

يحدث هذا الانقسام مباشرة تقريبًا بعد حدوث الإخصاب. ولكن قبل عملية انقسام الخلية يتضاعف عدد الصِّبغيات الموجودة فيها، وبذا فإن الخليتين المنقسمتين تَكُونان متماثلتين تمامًا، وتتكون كل منهما من 46 صبغيّاً.

و ما تلبث هاتان الخليتان المنقسمتان أن تنموا وتنقسما بدورهما لتنتجا أربع خلايا تحوي أعدادًا متطابقة من الصبغيات، ثم تنمو هذه الخلايا أيضًا وتنقسم مرة بعد مرة، حيث تنتج كل خلية منها خلية أخرى مطابقة لها تمامًا في الصّبغيات.

و تشكل هذه الخلايا كرةً غير منتظمة الشكل، فارغة من الداخل تلتصق ببطانة الرحم، و تكوّن هذه الكتلة من الخلايا المنقسمة بداية المضغة.

و ما تلبث أن تحيط بهذه الكتلة طبقة رقيقة من النسيج تسمّى الكيس الأمنيوتي (السلوي) الذي يغلف الجنين أثناء نموه.

و بعد مرور أسبوع واحد على انقسام الخلية الأولى تقريبًا تبدأ الخلايا المكوِّنة للجنين بالتخصّص، حيث تشرع خلايا معينة في تشكيل الأعضاء المختلفة للجسم، مثل الدماغ و القلب.

و ينمو الجزء المتصل بالرَّحم، ليُصبح المشيمة وهي عضو يتكوّن في معظمه من أوعية دموية، و تلتصق المشيمة بجدار الرحم، وتتصل بالجنين الموجود في البطن بتركيب أنبوبي الشكل يسمّى الحبل السرّي.

توفر المشيمة للجنين كل ما يحتاجه ليعيش وينمو؛ فهي تمتص الغذاء و الأكسجين من دم الأم وتنقله إلى الجنين عن طريق الحبل السُّرِّي.

كما أن ثاني أكسيد الكربون و غير ذلك من الفضلات التي يفرزها جسم الجنين، تنتقل عبر الحبل السُّرِّي إلى المشيمة، التي تطلق هذه الفضلات بدورها إلى مجرى الدم لدى الأم.

و تستمر المشيمة في القيام بهذه المهمة حتى ولادة الطفل، وقد عرض القرآن الكريم مراحل تكوين الجنين، ودعا إلى التفكر في بديع صنع الله تعالى، وكمال عنايته ولطفه بالإنسان قال تعالى: " و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (١٢) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (١٣) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظامًا فكسونا العظام لحمًا ثم أنشأناه خلقًا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين (١٤) " سورة المؤمنون: 12-14.

بحلول الأسبوع التاسع من الحمل يكون الجنين قد بلغ من الطول 2,5سم، بينما يكون وزنه حوالي جرام واحد. وعلى الرغم من صغره و عدم نموه، فإنه يمتلك في تلك المرحلة الأعضاء الأساسية والسمات المميّزة للكائن البشري، ويسمى الطفل الآخذ بالنمو في هذه المرحلة الجنين.



يبدأ القلب و أعضاء أخرى في أداء وظائفها تدريجيًا بعد الشهر الثاني، و يبدي الجنين أول علامات الحركة، يمتلئ الكيس الأمنيوسي في نفس الوقت بسائل ملحي يسبح فيه الجنين بحرّية، لا يقيده شيء سوى الحبل السرّي، فهو يستطيع أن يتلوّى و يتقلّب في جميع الإتجاهات، بل و يتأرجح داخل الكيس الأمنيوسي.

و قد تبدأ الأم في الإحساس بهذه الحركات ٱعتبارًا من الشهر الخامس من الحمل، و بحلول الشهر التاسع يصبح الجنين محشورًا في الرحم، و لا يكاد يستطيع الحركة.

و عند نهاية الشهر التاسع تكون أعضاؤه قد نمت بحيث تستطيع أداء وظائفها من تلقاء ذاتها، وبذا يصبح الطفل على وشك أن يولد، و بعض الأطفال يولدون قبل الأوان أي قبل الشهر التاسع فيما يعرف بالولادة المبكرة.

و تتوفر للمواليد الذين تجاوزوا الشهر السابع من الحمل فرصة حسنة للبقاء على قيد الحياة، إذا ما تلقّوا عناية طبية خاصّة.

الأم الحامل 


على الأم الحامل أن تحرص على المحافظة على لياقتها الجسمانية، لكي تضمن إنجابها طفلاً طبيعيًا معافى،  و لا شك أن الأسابيع الأولى من الحمل التي يبدأ فيها الجنين بالتطور، هي مرحلة لها أهمية خاصّة.

و لذا يوصي الأطباء دائمًا بأنه ينبغي على المرأة، أن تخضع للفحص الطبي بمجرد أن تدرك أنها حامل.

كما يتعين عليها الخضوع لكشف طبي منتظم طوال فترة الحمل، إذ إن هذا الكشف يساعد الطبيب على تحديد نوعية العناية المطلوبة للأم أثناء فترة الحمل.

تحتاج معظم النساء أثناء الحمل مزيدًا من المواد الغذائية، خاصة تلك الغنية بالبروتينات، و على الأم أن تحرص على أن تكون الزيادة تدريجية في وزنها، فالزيادة المفاجئة في الوزن قد تدل على وجود اضطراب بدني.

و من الواجب أن تتضمن الوجبات الغذائية المكوّنات الغذائية التي تحويها أنظمة الطعام المتوازن عادة.

يضاف إلى ذلك أن بعض الأطباء، يصف كميات إضافية من الفيتامينات والحديد للأمهات الحوامل.

و تجدر الإشارة إلى ضرورة تجنب اتباع نظام غذائي لتخفيض الوزن أثناء فترة الحمل، إلا إذا كان ذلك بطلب من الطبيب، و تحت إشرافه.

كما أن الكثير من المواد الكيميائية الموجودة في دم الأم يصل إلى دم الجنين الآخذ في النمو عن طريق المشيمة. ولذا يجب على الأم ألا تتناول العقاقير إلا عند الضرورة القصوى، و عليها كذلك تجنّب التدخين أثناء الحمل.

و على المرأة كذلك أن تستمر في نشاطاتها المعتادة، بما في ذلك ممارسة التمارين الملائمة إبان الحمل، بالإضافة إلى أخذ قسط وافر من النوم والراحة، و للمزيد من المعلومات يمكن الرجوع إلى مقالة الحمل.

الولادة 

عملية الولادة تسمّى عادة المخاض. وتعتبر الحامل على وشك الولادة، حين تشعر بآلام المخاض التي تنتج عن تقلصات عضلات الرحم.

فشد عضلات الرحم واسترخاؤها على نحو متعاقب يوسِّع فتحة الرحم المؤدية إلى قناة الولادة، التي تسمّى أيضًا المهبل.

و إستمرار نشاط العضلات يدفع الوليد إلى خارج الرحم عبر قناة الولادة.

يولد معظم الأطفال ابتداءً من الرأس، فمحيط الرأس أكبر من محيط باقي الجسم، وبذا فإنه يساعد على اتساع الفتحة المؤدية إلى خارج جسم الأم، فتندفع بقية أجزاء جسم الوليد بسهولة عبر هذه الفتحة بعد خروج رأس الطفل.


يبدأ الوليد البكاء بأعلى صوته في غضون دقائق معدودة من ولادته، ويساعد هذا البكاء الذي يلهمه الله للوليد في توسيع الرئتين و امتلائهما بالهواء، و يظل الحبل السُّري موصولاً بالمشيمة بعد ولادة الطفل، فيقوم الطبيب بعَقْده و قَصّه في منطقة قريبة من بطن الوليد، علمًا بأن الجذعة النسيجية المتبقية من الحبل السُّرِّي ما تلبث أن تجف، و تسقط خلال فترة تتراوح بين سبعة و عشرة أيام، تاركة ندبة على البطن تسمى السرة.

و تتابع عضلات الرحم نشاطها إلى أن تنفصل المشيمة عن الرحم وتخرج عبر قناة الولادة، وهي تسمّى حينذاك الخلاص.

النمو و النشأة 

يتوقف النمو بفعل انقسام الخلايا السريع عند الولادة، وبعد ذلك يبدأ حجم الخلايا في التضخم و النضج، فخلايا الكليتين مثلاً تبدأ تدريجيًا في تركيز البول بفعالية أكبر.

كما تشكّل خلايا الجهاز العصبي غلافًا واقيًا، وتؤلف الأساس لسلسلة معقّدة من التوصيلات التي تمكِّن الوليد من التحكم في حركاته، و من تعلم مهارات جديدة.

يؤثر في نمو الرضيع و نشأته عاملان رئيسيان، هما الوراثة و البيئة.

فالوراثة تقرر الصفات التي يرثها الأطفال عن آبائهم وآمهاتهم عن طريق الصبغيات، بينما تدخل ضمن نطاق البيئة جميع العوامل التي تصبح على ارتباط منتظم مع الرضيع، بما في ذلك نوع الرعاية التي يتلقاها.


و تترك البيئة تأثيرها على شخصية الرضيع، كما أن هنالك عوامل أخرى قليلة إلى جانب الوراثة و البيئة من شأنها أن تؤثر على نمو الرضيع و نشأته.

و تشمل هذه العوامل الحوادث و الأمراض، و هي أمور لا يستطيع الأبوان التحكم فيها.

و يعتبر الحرمان العاطفي و الجسدي من العوامل البيئية التي تؤثر على نمو الطفل و نشأته.

فالأطفال الذين ينشأون في بيئة معيشية فقيرة، قد يكونون أصغر حجمًا، وأكثر عرضة للمرض و الحوادث. 

كما أن أولئك الذين لا يلاقون الكثير من الحنان والتدليل والحب، قد يميلون للكسل وفتور الهمة، وتتضاءل شهيتهم للطعام، وقد تصل بهم الأمور إلى حد الموت إذا كان الإهمال شديدًا.

و من المهم أن يتلقى الرضيع غذاءً صحيًا كافيًا، فالأطفال الذين لا يتناولون الغذاء الكافي يتباطأ نموهم، كما أنهم قد يتعرضون لأمراض تسبب تشوهات بدنية دائمة مثل داء الرخد (الكساح)، علمًا بأن المعاناة من الجوع لفترة طويلة، قد تؤدي إلى تلف في الدماغ، غير أن الطفل يستعيد تقريبًا كل مافقده من وزن أثناء إصابته بالمرض بعد أن يُشفى.


يبدأ الرضيع في النمو بعد وقت قصير من الولادة، ويستمر هذا النمو طوال فترة الرضاعة، بل و في مراحل الحياة المختلفة.

غير أن معظم الخبراء يعتقدون أن التجارب المبكِّرة في حياة الطفل لها تأثير قوي بشكل خاص على تطور شخصيته فيما بعد.

فمثلاً يتعلم الأطفال ترك البكاء بسبب عدم تلبية رغباتهم حين يبكون، بل يظلّون مستلقين في أَسِرّتهم بهدوء دون أن يسبّبوا الكثير من الإزعاج.

غير أن نموهم العاطفي و الذهني و الاجتماعي ما يلبث أن يتأخر عن أقرانهم من الأطفال، أما الأطفال الذين يلقون الحب و الرعاية الحانية ـ أو أولئك الذين يظلون على علاقة وثيقة و متفهّمة مع الأبوين أو مَنْ يقومون مقامهما ـ فإنهم يحظون بأفضل الفرص، لاكتساب شخصية سليمة و طبيعية، غير أن الأطفال يختلفون في معدلات و سبل نموهم و نشأتهم، فبعض الأطفال مثلاً يبدأون في الحبو من الشهر التاسع أو العاشر من العمر، غير أن البعض الآخر يحبو بعد ذلك العمر أو قبله، كما أن أطفالاً آخرين قد يمشون دون أن يمروا بمرحلة الحبو.

الشهر الأول 

يعتبر الطفل وليدًا لمدة شهر واحد بعد الولادة، ويقضي معظم الوقت في هذه الفترة نائمًا.

سمات الوليد

تكون عيون الأطفال من ذوي السلالات البيضاء ـ عادة عند الولادة زرقاء مائلة للون الرمادي، كما أن بشرتهم تميل إلى اللون الوردي، إلا أن لون العينين قد يتغير في حوالي الشهر الخامس أو السادس، ويصبح بعد ذلك ثابتًا.

أما الأطفال السود فتكون عيونهم بنيّة وبشرتهم فاتحة نسبيًا ومائلة للون الوردي عند الولادة، و تبقى عيونهم بنيّة بينما تبدأ البشرة في اكتساب اللون الداكن بعد مرور أيام على الولادة.

يشكل رأس الرضيع حديث الولادة حوالي ربع طول الجسم إجمالاً، و قطره أكبر من قطر الصدر، كما أن الذراعين أطول من الساقين، غير أن هذه المقاييس ما تلبث أن تتبدل بتقدم الطفل في السن، فنمو الرأس مثلاً يتباطأ بالمقارنة مع باقي الجسم، بحيث يشكل حوالي ثُمن طول الإنسان البالغ.

توجد في جمجمة الوليد ستة مواقع طريّة، لا تتصل فيها العظام ٱتصالاً تامًا، غير أنها تكتسي بالعظم بالتدريج إلى أن تكتمل تمامًا في الشهر الثامن عشر بعد الولادة، أما العظام الأخرى في جسم الرضيع فإنها لا تكون مكتملة التكلّس (أي أنها لا تكون متصلّبة بسبب نقص الكالسيوم في العظام) لدى الولادة، وتأخذ في التّكلُس بدورها بالتدريج خلال مراحل الطفولة كلها.

و حركات الوليد كلها حركات انعكاسية، أي أنها آلية كليًا ولا إرادية، فالمواليد يستطيعون المص و البلع و تحريك الذراعين و الساقين، بالإضافة إلى البكاء للإفصاح عن رغباتهم، و حين يستلقون على السرير يتكوّرون في بعض الأحيان في نفس الوضع الذي كانوا عليه في رحم الأم، و إذا ما أفزعهم صوت مرتفع أو حركة مفاجئة، فإن الذراعين و الساقين تهتز كلها في حركة تسمى ٱنعكاس الفزع.

كما أن عضلات عنق الوليد، تفتقر إلى القوة اللّازمة لحمل رأسه و إيقافه مستقيمًا، و ذلك لفترة عدة أشهر، و لذا يجب على من يحمل الرضيع، أن يسْند الرأس بيده عند رفعه أو حمله.

و لا يستطيع المواليد التحكم في حركات العينين، إلا أنهم يميزون بين الظلام و النور، و يرون الأشياء التي تمر أمام العينين مباشرة، و هم قادرون على السمع، و قد يظلّ السمع ضعيفًا لعدة أيام بعد الولادة، بسبب وجود سائل في الأذنين، إلا أن هذا السائل ما يلبث أن يخرج و يعود السمع إلى طبيعته.

الغذاء و معدل النمو

الرضيع و كيفية التعامل معه و طريقة إطعامه

يستطيع المواليد أن يبتلعوا السوائل فقط، ولذا فإنهم يحصلون على ما يلزمهم من تغذية من خلال رضاعة الحليب من ثدي الأم، أو من الرضّاعة الصناعية، و بإمكان الأم أن تبدأ بإرضاع الطفل بعد دقائق قليلة من الولادة. غير أن الثديين لا يفرزان كمية كافية من الحليب، إلا بعد مرور عدَّة أيام على الولادة.

و لكن هذا لا يعتبر مشكلة، إذ إن حاجات الوليد الغذائية خلال هذه الفترة تبقى ضئيلة جدًا.

و يُعطى الأطفال الذين لا يرضعون حليب أمهاتهم مزيجًا من حليب البقر الدافئ مع الماء و السكر، و هذا الخليط يشابه حليب الأم، و يُعطى عن طريق زجاجة لها حلمة مطاطيّة.

و لا يستطيع المواليد أن يهضموا ما يزيد عن 30 ملم من حليب الأم، أو مزيج حليب الأطفال في كل وجبة، و لذا ينبغي إعطاؤهم وجبات عديدة بمعدل واحد كل أربع ساعات في الغالب، خلال الليل و النهار.

و ينخفض وزن الوليد بعد عدة أيام من الولادة، نظرًا لأن ما يتلقاه من الغذاء لا يلبي احتياجاته، غير أنه ما يلبث في الغالب أن يستعيد ما فقده من وزن بحلول اليوم العاشر بعد الولادة، وبعد ذلك يبدأ وزنه بالازدياد بمعدل 28جم في اليوم الواحد.

من الشهر الأول الى السادس

يبدأ نمو الرضيع في التباطؤ بعد الشهر الثالث، و بحلول الشهر السادس يكون معدل الزيادة اليومية حوالي 14جم في اليوم الواحد.

كما تبدأ مهارات حركية بالنمو لدى الرضيع اعتبارًا من الشهر الثاني، علمًا بأن هذه الحركات إرادية، ويقوم بها استجابة لحافز معيّن أكثر من كونها مجرد ردود فعل مُعَمَّمَة. وتعتمد هذه الحركات إلى حد كبير على مدى تطور المخ و الأعصاب.

يبدأ نموّ مهارات الحركة من الرأس، ثم يتّجه إلى الأعضاء السفلى، وبذا يصبح الأطفال قادرين على تحريك الرأس و العينين، قبل أن يتعلّموا التحكم بالذراعين و الساقين.

و يتمكن معظم الأطفال بحلول الشهر الثاني من تحريك الرأس والعينين، لمتابعة حركة الناس والأشياء الكبيرة، و في حوالي الشهر الخامس أو السادس من العمر، يستطيع معظم الأطفال إسناد الرأَس، و الإمساك بالأشياء باليدين، والتقلّب في الفراش، و الجلوس إذا ما تم إسنادهم.

يبدأ الأطفال في التعّرف على الأشخاص و الأشياء المحيطة بهم في حوالي الشهر الثالث، و يحتاج الأطفال الإحساس بالثقة والأمان، لكي يتمكنوا من إقامة علاقات إنسانية طبيعية.

و يساعد الأبوان في تنمية مثل هذا الإحساس لدى الرضيع، إذا ما عاملوه بحب و تفهّم، غير أنه يجب على الأبوين ألا يُفْرطُوا في حمايته وألا يستسلموا لكل نزواته.

و بذلك يمكن أن ينمو لدى الرضيع ما يسمّى بالقدرة على تحمل خيبة الأمل والإحباط، أي قدرته على التحكم في أحاسيسه، إذا لم تُلَبّ كل مطالبه.

من الشهر السادس الى الثاني عشر

تنمو لدى الأطفال أمور عدة لأول مرة، فيما بين الشهر السادس والثاني عشر من العمرالعمر، فالسن الأولى تبرز عادة في الشهر السادس أو السابع.

ثم تستمر الأسنان في البروز بمعدل سن واحدة في الشهر تقريبًا إلى أن يستكمل الطفل أسنانه الأولية أو اللبنية أو أسنان الطفولة العشرين، و يستكمل معظم الأطفال أسنانهم اللبنية في سن عامين ونصف العام تقريبًا.

و بعد أن يبلغ الطفل شهره السادس، يتعلّم التقاط الأشياء الصغيرة و قطْع الطعام بالإمساك بها بين الإبهام و راحة اليد، و يجلس الكثيرون من الأطفال دون إسناد في حوالي الشهر السابع من العمر، وما إن يبلغوا الشهر التاسع تقريبًا، حتي يصبح بإمكانهم أن يرتكزوا على القدمين وأن يقفوا عند إسنادهم.

تنمو لدى معظم الأطفال درجة من الاستقلالية في حوالي الشهر السادس من العمر، و يبدو ذلك في سمات مختلفة.

فقد يُظهر البعض منهم ميلاً للإمساك بالرّضّاعة بدلاً من أن يسندها لهم الآخرون.

و شيئًا فشيئًا تنمو لدى كل رضيع أساليب مميّزة في أداء الأشياء، تختلف عن تلك التي يبديها رضّع آخرون لدى القيام بنفس العمل، و ينبئ هذا الاختلاف في السلوك عن نمو السمات الفردية للرضيع.

من الشهر الثاني عشر الى الثامن عشر 

يتعلم الأطفال كيفية القيام بعدة أعمال معينة، بتقليد من هم أكبر منهم سنًا، و تتحسن قدرتهم على التقليد، بعد أن يبلغوا الشهر الثاني عشر من العمر، و ربما يحدث ذلك بسبب تقدم مفاجئ في نموّ الدماغ و الأعصاب.

يبدأ معظم الأطفال في المشي بمساعدة الآخرين في حوالي الشهر الثاني عشر أو الثالث عشر من العمر، ويخطون أولى خطواتهم دون مساعدة في حوالي الشهر الخامس عشر، ويصبحون قادرين على الركض في الشهر الثامن عشر.

كما يبدأ الطفل في اللعب بالمكعبات والكرات، وغيرها من الألعاب في حوالي الشهر الثاني عشر.

و قد يكتفون في البداية بإلقاء الأشياء أو بوضعها في الفم، غير أن معظم الأطفال، يصبحون قادرين على صف عدد من المكعبات بعضها فوق بعض، وعلى دفع الأشياء بأيديهم على الأرض ببلوغهم الشهر الثامن عشر من العمر.

يستطيع معظم الأطفال التلفظ ببضع كلمات لدى بلوغ الشهر الثاني عشر، بينما يمكنهم أن يتكلّموا باندفاع لدى بلوغهم الشهر الخامس عشر، وإن كانت مفرداتهم من الكلمات الفعلية تظل قليلة.

و حين يبلغ عمر الرضيع ثمانية عشر شهرًا تتراوح ذخيرته من الكلمات التي يستطيع التلفظ بها بين عشر كلمات وعشرين كلمة، كما أن بعض الأطفال يستطيعون دمج أكثر من كلمة في عبارة واحدة خلال هذه المرحلة من العمر.

يستطيع الأطفال أن يفهموا عددًا كبيرًا من الكلمات يفوق بكثير عدد الكلمات التي يستعملونها، فعند بلوغ الشهر الثامن أو التاسع من العمر، يستجيب معظم الأطفال لدى مناداتهم بأسمائهم.

كما أن الرضيع البالغ سنة واحدة من عمره، يفرِّق بين أسماء أشياء متعددة، و يفهم معنى كلمة لا و غيرها من الأوامر التي تُوَجّه له.

و ببلوغهم ما بين الشهر الخامس عشر و الثامن عشر، يستمتع معظم الأطفال بسماع الأصوات المميزة، كأن يسمع الطِّفل صوت أبيه يقرأ القرآن أو أمه، أو أي شخص في أسرته يردد الأغاني البسيطة أو أغاني ترقيص الأطفال، كما قد يستمتعون بسماع قصّة، و إن كانت القصّة نفسها قد لا تعني الشيء الكثير بالنسبة لهم.

و يحبّ الأطفال في هذه السن أن يشاهدوا التلفاز، و يطّلعوا على الصور في الكتب و المجلات.

و بعد أن يبلغ الطّفل الشهر الثامن عشر من العمر، قد يصبح مهيئًا لإستعمال المرحاض، أي يتعلم التحكم في البُراز والبَول، وإن كان السن الذي يستطيع فيه أن يفعل ذلك، يختلف من طفل لآخر اختلافًا كبيرًا.

و على الأبوين ألا يجبراه على ذلك، بل يجب أن ينتظرا حتى يبدي هو نفسه إستعداده للتحكم بالبول و البُراز.

إقرئي أيضا موضوع كيف تعتنين بطفلك

4 تعليقات

للمزيد من المعلومات حول المُدوَّنة أو المواضيع المنشورة، أو أي إستفسار يرجى الإتصال بنا على مواقع التواصل الإجتماعي، أو عن طريق البريد الإلكتروني على العنوان التالي :
----------------------------------------------------------------------------------------------
[email protected]

أحدث أقدم

متابعينا على بلوجر

تابعنا على بلوجر ليصلك جديدنا

 

نموذج الاتصال