مصطفى كمال أتاتورك
أتاتورك، كمال (1298 - 1357هـ، 1881 - 1938م). مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية و أول رئيس لها، ولد في سالونيك، ٱلتحق بمدرسة دينية إلا أنه لم يُبْدِ ٱهتمامًا بالدراسة و لم يكد يُنهي عامه الدراسي الأول في هذه المدرسة حتى رفض العودة إليها، ثم ٱنتقل إلى مدرسة أخرى كانت تقوم بتدريس العلوم الحديثة.
ٱنتقلت أسرته من سالونيك إلى قرية لازاسات بعد وفاة والده، تلقى أتاتورك تعليمه العسكري في المدرسة العسكرية في سالونيك ثم في موناستير في مقدونيا.
و في موناستير إنخرط أتاتورك في الجمعيات السِرّية التي كانت تعمل على تقويض أركان الخلافة العثمانية، تخرّج ضابطًا في الجيش التركي برتبة يوزباشي في عام 1905 م.
كوّن أتاتورك جمعية سرّية أطلق عليها اسم الوطن، و في عام 1908 م ٱنضم إلى جمعية الإتحاد و التَرقّي و أصبح أحد رجالها، و هي الجمعية التي شاركت في الإطاحة بسلطة الخلافة العثمانية و عملت على تتريك الشعوب التي ٱنضوت تحت لواء الدولة العثمانية.
رُقي أتاتورك إلى رتبة لواء، و ٱشتهر بدوره في هزيمة الحلفاء في شبه جزيرة جاليبولي، و نظّم بعد الحرب الحركة الوطنية التركية، و قاوم خطة الحلفاء لتقسيم آسيا الصغرى، و طردت قواته القوات اليونانية و الأرمينية و الفرنسية من إقليم آسيا الصغرى، و أجبر الحلفاء على التفاوض على معاهدة لوزان و الإعتراف بإستقلال تركيا في عام 1923 م، و أصبح أتاتورك رئيسًا لتركيا منذ 1923 م حتى موته.
و تحت قيادة أتاتورك تبنت تركيا نهجًا علمانيًا غربيًا أدى إلى إحداث تغييرات جذرية غيّرت كثيرًا من أوضاع تركيا السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية، فهو الذي بدّل نظام الكتابة في اللغة التركية من الحرف العربي إلى الحرف اللاتيني، و هو الذي عمل على منع الإحتفال بالأعياد الدينية و جعل يوم الأحد هو يوم العطلة الأسبوعية بدلاً من يوم الجمعة، و منع الحج.
كما منع إذاعة الموسيقى التركية و الموسيقى الشرقية من الإذاعة و أمر أن تذاع الموسيقى الغربية فقط.
إختلف الناس كثيرًا حول شخصية أتاتورك و النّهج الذي ٱتبعه في إدارة تركيا، فمن الناس مَنْ يرى فيه وطنيًا جسورًا و قائدًا مُحنّكًا ٱستطاع أن ينتشل بلاده من وَهْدَة التخلّف و الرّكود إلى آفاق التقدّم و الرّقي.
ومنهم من يراه مثالاً للمنهزمين نفسيًا أمام قيم حضارة الغرب الغالبة، و التنكّر لقيم مجتمعه الأصيلة و تحميلها أسباب التأخر و الهزيمة، و الإعتقاد بأن طريق الخلاص هو في طرح هذه القيم و ٱتباع الغرب، و هذا توجُه لم يُفرِزه الفِكر و التَمحِيص بل أفرزه الشعور بالإنذهال تُجاه أُمّة غالبة.
الاب الروحي الاتراك فعلا
ردحذف